قرابين الدم لدفع شر الجن واتقاء غضب الأولياء الصالحين:
يعني القربان في علم الاجتماع «كل ما يتقرب به الى القوى العلوية من ذبيحة وغيرها» وقد تكون هذه القـوى الهـا او غيرها من القــوى فوق الطبيعة الأخرى: جــن، أولياء، أرواح، الخ واذا كانت لكل قربان دلالته وقيمــته الرمزية فإن أكثر أنواع القرابين قيمة هي الذبائح التي تراق دماؤها خلال طقوس دينــية او سحرية على مكان مقدس.
مناسبات مختلفة:
وتختلف طبــيعة القرابين باختلاف المــناسـبات والجهة التي تقدم اليــها والشائع في معتقداتنا ان الجن يفضل من القــرابين بشكل عام المواد الغــذائية مثل فول، حليب، كسكس باللــحم ومن دون ملــح، الــخ ومــن الذبائح التي تحظى بالأفــضلية لديه ذبائح الدجاج والماعز الأسود.
طقوس تقديم القرابين:
وتقتضي طقــوس تقديمها ان ينحر طائر الدجاج الأبيض او الاســود او الأحمر حسب المناطق والمناسبات والمقاصد في الأماكن التي يعتقد في تواجد الجــن بها، خصوصا مجاري المياه العادمة ثم يترك دم الذبيحة يسيل وينــثر بعد ذلك ريشها وامعــاؤهــا كــي «يلــتهمها الجن» مع منع القطط والكلاب من الــنيل من تلك الوليمة الغريبة.
أنهار مخصصة للقرابين:
وحسب بعض الإشارات التـاريخـية فإن بعـض الأنهار المـغربية كانت تشـهد إراقة دماء الذبائح بهدف التقرب والتودد الى الجن الذي يعتقد السكان في وجودهم في مياهها، كما كانوا يريقون دماء الطيور في المغــارات والآبـار وغيرها من الأماكن المعتقد في وجـوده فيها، لكن القرابين المقدمة للأولياء المنتشرين بكثرة في المغرب تظل الأكـثر انتـشارا وعلانية.
تصنيف القرابين:
وحسب الملاحظة، يمكن تصنيف هذه القرابين الى صنفين رئيسيين: من جهة نجد القرابين العادية التي تتوافد مع الزوار بشكل يومي حسب أهمية ودرجة شهرة الولي وتتمثل في الشموع والاعطيات المالية التي تقدم لدفــين الضريح من خلال اقرب الناس اليه أي المشرفين على ضريحه.
ويستمد هذا النوع من القرابين ضرورته وفق الأعراف القائمة من كونه يعتبر وســيلة تواصـل تسمح بربط وشائج علاقة روحية بين المريد وصاحب «المقام»ـ، إذ لا تجوز في عرف العامة زيارة الاولياء بأياد فارغة فمن شأن ذلك ان يغضــب «الــولي الصالح» من زائــره، وهـناك من جـهة ثانية قرابين الــدم التي تعتبر أكثر أهمية نظرا لقيمتها الاقتصادية والــرمزية واراقــة الدم والتــي تقــدم للأولياء بشــكل مناســباتي او سنوي.
التسميات
معتقدات سحرية