إن الزواج مسئولية عظيمة، وتبعات جسيمة، تقع على كاهل الرجل - أي رجل - فمابالك بالرجل المسلم الملتزم بدينه الذي يعلم ماأمره الله به في أهله ويقدر قوله ص والرجل راع في أهل بيته ومسئول عن رعيته؟
أموال تنفق، وأوقات تزهق، وبال يشغل، وجسد يرهق، ويتكلف الزوج بالنفقة على زوجه، وصيانتها والقيام على مصالحها، وأمور حياتها، فهو حارس تارة، وسائق تارة، وحمال تارة، وعامل تارة، ومؤدب تارة، وهلم جرا، ويجهز لها السكن المناسب لها ولأولادها، ويتحمل منها التقصير أحيانا، والتعب الذي يعتريها حال حيض، أو حمل، أو نفاس، ويشاركها القيام بواجباتها كصلة أرحامها، واستقبال ضيوفها وغير ذلك، فما هو المقابل الذي ينتظره هذا الزوج؟
إنه ينتظر منك مافرضه الله عليك من حق له، ينتظر الطاعة التامة والتبعل الكامل والخدمة المتناهية فإياك أن تقابلي إحسانه إليك إلا بإحسان هو أعظم منه وقد سبق أن بينت لك حق الزوج في الفصل السابق فتدبريه وتأمليه يتضح لك كل شيء.
قال الذهبي في كتاب الكبائر : الواجب على المرأة أن تطلب رضا زوجها وتجتنب سخطه ولا تتمنع منه متى أرادها ..... وينبغي للمرأة أن تعرف أنها كالمملوك للزوج فلاتتصرف في نفسها ولا في ماله إلا بإذنه وتقدم حقه على حقها وحقوق أقاربه على حقوق أقاربها وتكون مستعدة لتمتعه بها بجميع أسباب النظافة ولاتفتخر عليه بجمالها ولاتعيبه بقبح إن كان فيه، ويجب على المرأة أيضا دوام الحياء من زوجها وغض طرفها قدامه والطاعة لأمره والسكوت عند كلامه والقيامة عند قدومه والابتعاد عن جميع مايسخطه ، والقيام معه عند خروجه وعرض نفسها عليه عند نومه وترك الخيانة له في غيبته في فراشه وماله وبيته وطيب الرائحة وتعاهد الفم بالسواك وبالمسك والطيب ودوام الزينة بحضرته وتركها لغيبته وإكرام أهله وأقاربه ، وأن ترى القليل منه كثيرا.
التسميات
زوجية