الحرية النسبية والمطلقة.. كل ما ينقص من حرية الفرد يزيد من حرية المجتمع. صيانة حقوق الآخرين وصيانة المجتمع من التفكك والانهيار

كانت الحرية ولا تزال من المفاهيم التي اختلف الناس في شأَنها اختلافاً كثيراً من مجتمع لآخر ومن عصر إلى عصر ومن ثقافة إلى أخرى، بل ومن فرد إلى فرد شأنها شأن سائر ما يتعلق بالنشاط البشري في تطور مستمر لا يتوقف ولا يركد، فهي حاجة إنسانية ولازم اجتماعي يؤكد للإنسان كرامته وإنسانيته.

وحين يدور النقاش عن مفاهيم الحرية، فإن المقصود بها الحرية النسبية لا المطلقة، لأن الإنسان إذا أراد أن يعيش في مجتمع فلا بد أن يتنازل عن جزء من حريته لهذا المجتمع.

فكل ما ينقص من حرية الفرد يزيد من حرية المجتمع والعكس صحيح.
لذلك كان شرطاً أساسياً للاستمتاع بالحرية أن لا تعتدي على حرية الآخرين وهي الحرية المسؤولة.

كما أن الرغبة في التحرر من القيود أمر جبل عليه الإنسان.
وللحرية صور وألوان فهي لصاحب الرأي أن يبدي رأيه ولصاحب الدين أن يمارس شعائر دينه للمتهم أن يدافع عن نفسه.

وفي ما عدا القيود التي ترجع إلى صيانة حقوق الآخرين وصيانة المجتمع من التفكك والانهيار وجميع ما يخالف الشرع، فإنه لا ينبغي أن يرد على الحرية أي قيد غير ذلك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال