بداية مشوار.. صدى صوت جريح يتردد

الوقت ليل ، و أنا جالس تحت أحد جدران البيت أدون هذه الكلمات التي امتلأ بها قلبي ..
تمر الأيام كسابقاتها ، أصبح ذلك شيئا معتادا فنحن نعيش في روتين دائم ، فقد أصبح ذلك شبه مقلق إن لم نقل مقلقا تماما .. تنهض صباحا ثم تطهو فطورك و تتوجه إلى الكلية بعد تعب كبير ، و في منتصف النهار تعود إلى البيت للأكل فقط و التعب و لا شيء غيره ، فلا راحة أو هدوء ، فنحن نقطع الطريق في حوالي الأربعين دقيقة أو أكثر ، هذا في الذهاب أما في الإياب فمثله و في المساء مثله .تأتي لتطهو عشاءك ثم نبقى ساهرين حتى الواحدة صباحا.
هذه نظرة مجملة عن حياتنا ، لكن هنا ازداد سوءا، فعليك أن تكسر هذا الروتين و تتحمل مصاريف الحياة .
آه ما أقسى الحياة لقد كنت أتألم لحال صديقي (ن) الذي كان يعيش لوحده، كان يتحمل ألم الحياة . فعليه تأمين عيشه و طهو طعامه و غسل ملابسه، كان ذلك يبدو لي سهلا، لكن بعد التجربة اتضح لي ما كان يعانيه ذلك الصديق العزيز المخلص .
مازالت صورته تراود ذاكرتي و معاناته تجول في خاطري، لم يكن له من معين. لن أقول إنه كان متشردا لمكانته في قلبي . مازلت نادما على استفزازاتي له عندما كنت أخبره بمكالماتي الهاتفية ..
 يزداد الوضع هنا تعقيدا فرغم توفري على ما يكفي من المال فإني مضطر إلى ترشيد إنفاقي له .. قد يكون قلقي نابعا من حداثة تجربتي هذه ، لكن قلقي يكبر يوما بعد يوم .. فالمنحة الجامعية ليس هناك وقت محدد لاستلامها و إذا تأخرت أكثر فقد نكون في حالة إفلاس  .. لكن ماذا عسانا أن نفعل ؟؟؟ لاشيء إطلاقا
الأربعاء 13 أكتوبر 1993 الساعة 9 ليلا و 31 دقيقة
كتبت هذه الكلمات بعد تناولنا طعام العشاء و بعد غسلي للصحون .. كان ( ط ) يقرأ
صفحات جريدة قديمة و (ف) قام بغسل ملابسه ثم تنظيف أرضية الغرفة
م. س
أحدث أقدم

نموذج الاتصال