الحريات العامة والحريات الخاصة في منظور الإسلام.. التقيد بتوجيهات القرآن في موضوع الحرية الإعلامية يجعل وسائل الاتصال تمارس حرية مسؤولة معتدلة

** القرآن الكريم بكفالته للحريات العامة لا يفرط في الحريات الخاصة بل يحميها ويكرس احترامها لدى المجتمع بعكس النظريات الوضعية التي تعجز عن الحفاظ على كفالة الحرية والحقوق للفرد والجماعة والدولة في آن واحد.
** إن واقع حرية وسائل الإِتصال في العصر الحاضر هو واقع متذبذب ليست له هوية واضحة، وهي تدور في إطلاقها أو تقييدها بين الفكر الرأسمالي أو الشيوعي، وأن ادعاء الرأسماليين بأن لديهم حرية إعلامية منفتحة، هو إدعاء مجانب للصواب، حيث ثبت تحكم مصالح رأس المال ودوافع الملاك في توجيهها أو تقييدها بناء على توجهاتهم السياسية أو الدينية أو غيرها. وأن ما يدعيه الشيوعيون من وجوب أن تدور وسائل الاتصال في خدمة الحزب ومبادىء الشيوعية هو مصادرة لحريات الآخرين وتقييداً لحرية وسائل الإعلام. وأنّ ادعاءهم غير واقعي لخدمة المصلحة العامة، حيث أثبتت وسائل الإعلام الشيوعية فشلها في أداء رسالتها نحو مجتمعاتها.
** إن التقيد بتوجيهات القرآن في موضوع الحرية الإعلامية يجعل وسائل الاتصال تمارس حرية مسؤولة معتدلة.
** إن أحكام القرآن في هذا الشأن تجمع إيجابيات كل مدرسة فكرية وضعية، في مجال الحرية الإعلامية ولا يعني ذلك تبعية المنهج القرآني للمناهج الوضعية.
** إن القرآن وضع عدة حدود وضوابط على الحرية الإعلامية في عملية استقاء المعلومات، والتي من شأنها التأكيد على مصداقية الرسالة الإعلامية، وحماية حقوق الآخرين وحث رجل الإعلام على التزام الصدق.
** إن القرآن وضع عدة ضوابط وتوجيهات على عملية توجيه الرسالة الاتصالية والتي من شأنها الارتقاء بمستوى الإعلام والمساعدة في أن تؤدي الرسالة الاتصالية الفائدة المرجوة منها ، ومنعها من أن تؤثر سلباً على الاستقرار العام للمجتمع.
** إن التوجيهات القرآنية في اختيار المسؤول الإعلامي تؤكد على وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، والحفاظ على المبادىء والمقررات العامة ذات التأثير الإيجابي على حرية وسائل الإعلام والحريات الأخرى.
** إن التوجيهات القرآنية لحماية حقوق المجتمع من تجاوزات الحريات الإعلامية، فيها تأكيد على حرمة البيوت، والحرص على سلامة كيان الأسرة، وحماية حقوق الأفراد.
** إن التوجيه القرآني لوسائل الإعلام في التعامل مع ولي الأمر من شأنه المحافظة على الأمن العام والتأثير المباشر في إصلاح حال الإمام وإنزال الناس منازلهم، وحماية الحريات الإعلامية.
** إن التوجيهات القرآنية  لإطلاق الحرية الإعلامية في حالات معينة تؤكد على بث الخير وإصلاح المجتمع وقمع المفسدين ودعم الخيرين.
** تصادر حرية وسائل الاتصال بتوجيه من القرآن إن كان في ممارستها نشر الفتنة وصد عن سبيل الله ودفاع عن أهل الباطل وتجاوز لحرمات الدين أو لعدم التزامها بالضوابط والتوجيهات القرآنية العامة.
** إن تطبيق التوجيهات القرآنية في كل قضايانا المعاصرة كفيل بسعادة الدارين، وضامن لهداية البشرية، وذلك لعصمتها وشمولها وواقعيتها. كما أن في هذا البحث إبراز لوجه هداية القرآن للبشرية وإمكانية معالجته لكل قضاياهم وحل جميع مشاكلهم وذلك لأنه المعجزة الخالدة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال