لا حرية لوسائل الإعلام في أن تخوض في أمور معلومة من الدين بالضرورة أو أن تتجاوز على آيات الله ورسله.
يقول تعالى: "وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ"([1]).
وقد ذكر علماء التفسير معنى هذه الآية أي: إذا خاض الكفار في القرآن بالاستهزاء والتكذيب([2]). فإنه تحرم مشاركتهم الحديث أو مجالستهم([3]). ومن خاض في آيات الله تركت مجالسته وهجر، وقيل: لا تجالسوا أهل الخصومات فإنهم الذين يخوضون في آيات الله([4]).
ولا يلزم من الخوض أن يكون استهزاءً أو تكذيباً فقط فكذلك القول في آيات الله بغير علم هو خوض في آيات الله. ومن ذلك طرح القضايا التي علمت من الدين بالضرورة للنقاش وسماع الرأي الآخر فيها كمن يتحدث عن الحجاب والاختلاط ويجعلها في موضع قبول أو رد فإن هذا أيضاً من الخوض في آيات الله.
وبناءً على ذلك فإن حرية وسائل الإعلام تصادر إن تعرضت لشي من آيات الله ورسله بالاستهزاء أو التكذيب أو بثت شيئاً من أقوال الجهال في أمور الدين وأحكام الإسلام.
([1]) سورة الأنعام، الآية 68.
([2]) الطبري، جامع البيان في تأويل القرآن، ج5 ص225.
([3]) ابن العربي، أحكام القرآن، ج2 ص194.
([4]) القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ج7 ص12- 13.
التسميات
حرية إعلامية