الحرية الإعلامية.. مراعاة ضوابط الحرية الإعلامية في اختيار المسؤول الإعلامي

عملية الإتصال قديمة قدم البشر، والقائم بالاتصال لبث الرسالة الإقناعية قديم قدم أنبياء الله ورسله.

إلا أن أقدم تسجيل للكتابات المتعلقة بالمرسل لا تعود لأكثر من ثلاثة قرون قبل الميلاد أي إلى عهد الإغريق وكانت حول الخطابة وشروطها.

وقد ذكر أبو زهرة أن أول من كتب في هذا العلم اليونان بل هم مستنبطو قواعده ومشيدو أركانه.

وقد تحدث فلاسفة الإغريق عن الشروط التي يجب توفرها في الخطيب البارع، حيث يلاحظ فيها بعض الشروط التي لها وجه شبه مع ضوابط الحرية الإعلامية في اختيار المسؤول الإعلامي ومن تلك الشروط:
1- معرفة الخطيب لطبيعة الجمهور. 
2- احترام الخطيب للجمهور.  
3- الأخلاق العالية.  
4- الحكمة.  
5- المهارة.  
6- الذكاء.  
7- الإخلاص للجمهور.

ونستنبط من تلك الشروط ضوابط لها علاقة بحرية اختيار المسؤول الإعلامي ومنها معرفة الإعلامي بطبيعة الجمهور وكذلك احترامه لهم وهي شروط  تتعلق بسمات رجل الإعلام، والذي كان يسمى آنذاك (خطيباً).

ثم جاء الرومان بعد ذلك بثلاثة قرون وأكدوا بأن المعرفة والفصاحة والمزاج المعتدل والإخلاص للجمهور والتقدير لهم والعطف عليهم ومحبتهم من شروط الخطيب، وهذه الكتابات وتلك الشروط يغلب عليها أنها مبنية على التأملات والتجارب الذاتية وليس على الدراسات الميدانية المقننة، وتعود الدراسات الميدانية المقننة إلى بداية القرن العشرين وكان أولها دراسة (آرنيت) حيث تم فيها دراسة صفة (المكانة العالية) للمصدر (المرسل) ثم تتابعت تلك الدراسات حول الإعلام.

وتمتد جذور الحرية بامتداد جذور التاريخ وتمتد معها نظرية الحرية الإعلامية متمثلة في حرية التعبير والتفكير والرأي إلا أنها أخذت تتضح ملامحها ابتداءً من أول مطالبة بحرية التعبير في الخطاب الذي أطلقه ميلتون سنة 1644م تحت عنوان (خطاب لمصلحة حرية الطباعة)، ثم بدأت قوانين حماية الحرية الإعلامية في الصدور ابتداء من القرن الثامن عشرميلادي حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الوقت الحاضر.

وبما أن مطلب الحرية أمر رافق البشرية منذ نشأتها فهو مطلب يطالب به على حد سواء المثقف والعامي كل حسب حاجته وخلفيته التي يستند إليها في التعامل مع الأحداث.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال