صوت من الماضي .. سعادة منبعثة من وسط الألم ..

في الظلام الدامس ، و في سيدي (...) كانت أسوأ أيام عمرنا في ذلك الوقت لكن كانت أجملها بالمقارنة بما نعيشه الآن ، كان بعض ذلك بصحبة الصديق المشاغب العنيد محمد الذي للأسف بخل علي و لو برسالة واحدة رغم توفره على عنواني ... هل يا ترى سألتقي بالصديق العزيز (أ) الذي قضيت معه أياما لا تنسى رغم ما شابها من خصومات في فترة ما ..
مازالت الروح الجانحة نحو السلبية تتملكني و إن خفتت بعض الشيء فكيف سأقاومها ؟؟؟
ما أكثر عجائب هذه الحياة .. أصبحت الأيام الأكثر سوءا هي أسعد أيامي ..
مازلت أتذكر أني كنت في مكان ما من البيضاء أتخذ من الأرض و الأوراق فراشا و من السماء غطاء بعد غطاء بسيط .. أنام و أنا مرتاح البال شيئا ما .. و غير بعيد مني ينام عدد من الكلاب التائهة الضائعة لكنها تنام في هدوء و كأنها تشعر بما أشعر ..  و فوقي كانت الفئران الكبيرة (الطوبة) تنط و كأنها تدعوني لإقامة صداقة معها .. كنت أنام و أنا مرتد حذائي خوفا من أن تلتهم الفئران الكبيرة أحد أصابعي .. و رغم ذلك كانت أياما سعيدة بين أناس بسطاء يعرفون قيمة الإنسان .
كنت أنهض عند الثالثة صباحا على أقصى تقدير و أسوق عربة يجرها حمار صديق أحسن من بعض من يدعون أنهم بشر كاذبون .. صديق وفي كان مصدرا لرزقي .. و رغم ذلك فقد كنت سعيدا لأني أصبحت أعرف قدري .. فقد أصبحت إنسانا مفيدا قادرا على الإنتاج لا يبالي بكلام الحشريين الفضوليين ..
ربما يقول قائل إن هذه أقسى حياة ربما .. و أقول أنا إنها أسعد حياة إطلاق .. على الأقل في غياب البديل ..
إلى أي مدى سيصمد الإنسان أمام عواصف الحياة دون أن يضعف ؟؟ فقد مرت بي هذه الأيام محن كثيرة لكن الحمد لله على كل حال .. فقدت أحب الناس إلى قلبي أمي و أختي رحمهما الله و أسكنهما فسيح جناته
هذه شذرات لاحت في ذهني في إحدى ليالي اكتوبر 1993 في مساء يوم نزلت فيه أمطار غزيرة .. أتمنى أن تعم وطننا كله .. و الساعة تشير إلى الحادية عشرة ليلا و أربع دقائق ........
ع . س
أحدث أقدم

نموذج الاتصال