كرامة جريحة ترفض الحقيقة

عرفته كثير الكلام جهوري الصوت قليل الفعل منعدمه .. كثيرا ما حكى لي عن عنترياته و بطولاته و سيفه الذي لا يشق له غبار و الذي علاه الصدأ مع مرور الأيام .. كم تبجح المسكين أمامي فهو - حسب كلامه - الرجل المثالي كامل الرجولة كم صال و جال و كم ركع على رجليه جهابذة الرجال و فحولها بل إن بعضهم قد غسل حذاءه بدموعه الساخنة .. ويل للرجال عندما يبكون للتوافه ..
زادت شهرته حتى سارت بذكره الركبان إنه الحريص على التقاليد بحذافيرها فالطفل حرام أن يبتسم في حضور أبيه أما الزوجة فالويل لها إذا وضعت الأكل على مائدته ثم ولت مدبرة فتلك قلة حياء لا يمكن التساهل معها .. هذا على الأقل ما تربى عليه في عائلته و قبيلته الضاربة تقاليدها في أوساخ الحضارة و نتانة الأفكار الرجعية .. لكن ذلك الصرح قد تهدم في رمشة عين فالكبرياء زال و الشهامة و الجبروت قد تراجع أمام من اعتبرتها الكنيسة يوما ذات روح غير سالمة من النار لقد تبين أن رصاصاته كانت زائفة لهذا لم يكن غريبا أن يخسر المعركة فالنتيجة قد عرفت قبل البداية فكثرة الكلام لا تصطاد العصافير و الكلام الفارغ لا يكسر أنياب الذئاب المكشر عنها .. لم أحزن عليه أبدا لأن الأيام علتمني قبل ذلك أن من يتكلم كثيرا يفعل قليلا هذا إن لم يفعل شيئا .. مع مودتي
م . س

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال