وسائل الإعلام والدفاع عن مصالح الأمة.. التشهير بالأعداء وفضحهم

إذا بالغت فئة أو فرد في أذى الله ورسوله أو المسلمين أو مصالحهم فلا مانع من التشهير بهم وفضح أمرهم.
وقد جعل الله عز وجل أبا لهب وامرأته عبرة للمعتبرين إلى يوم الدين.

قال تعالى: "تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ* سَيَصْلَى نَاراً ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ* فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ*" ([1]).

وقد ورد في سبب نزول هذه الآية أن الرسول صلى الله عليه وسلم لما وقف بالصفا ونادى الناس وقال لهم إني نذير لَكُم بَين عذاب شديد، فقال له أبو لهب: تبا لك ما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه الآية([2]).

وقد وردت في أذية أبي لهب للرسول صلى الله عليه وسلم عدة مواقف . ومجمل معنى الآيات أي تحققت خسارته وهلاكه هو وامرأته التي كانت عوناً له في الأذى والكفر، ولن تغني عنه أمواله ومكاسبه من الله في شيء. والمسد هو حبل الليف أو الخوص أو ما يكون من جلود الإبل وأوبارها([3]).

وفي السورة تشهير بهذا المشرك حيث ذكر في السورة بكنيته التي إِشتهر بها وذلك أشد في الحط من قيمته والتشهير به.

لذلك يجوز لوسائل الإعلام التشهير وتوجيه النقد اللاذع إلى أشخاص بالغوا في إيذاء الله ورسوله  صلى الله عليه وسلم والصد عن سبيل الله, وفضحهم على رؤوس الأشهاد قمعاً لشرهم وتحذيراً لغيرهم.

([1]) سورة المسد، 5 آيات.
([2]) صحيح البخاري، كتاب التفسير، حديث رقم 891- 4971.
([3]) ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، ج4 ص749.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال