طموح إلى المثال يتكسر على أسوار الحب

مازلت شاردا و تائها .. فرغم ما قمت به ضدها ، و رغم أني أقصده هو و ليست هي ، فإن ضميري مازال يؤنبني ، يمكن القول إنني نادم على ما قمت به ، فليس إذاعة خبر بالإذاعة يستحق كل هذا التأنيب للضمير و الندم ، أحس بالندم أحيانا ، لكن تأتي لحظات تتأجج فيها عواطفي و يتجمع كل حقدي و أتمنى لو أصبه على ذلك الوغد ليتألم عندما أراه .. أتخيل أنه ينافسني أو ربما يقتلني ..
لا أتخيل ماذا فعل بها حتى انساقت لعواطفه و نزواته .. لكن ذلك لن يمنعني من مواصلة مشواري فلو أستطيع لرميته في الجحيم .. أو في مكان لا يوجد به أحد إطلاقا .. لكن ما العمل و هو مازال يتجول طليقا دون رادع و كأنه يفعل ذلك قصدا لاستفزازي ..
قد يكون هو يتمتع باللقاء و الوصال ، قد يكون في جنة يتمتع بنعيمها.. في الوقت الذي أكون فيه أحترق في نار ملتهبة .. كم يغيظني فعله و يؤلمني تصرفه ..
قد يعذرني من عرف الحقيقة أو من عرف حالي .. لكن هل ستعذرني هي إذا عرفت أنني كنت سبب شقائها و تعاستها و خصامها مع أهلها و فقدانها سعادتها ؟؟ قد تكون سعادتها هذه زائفة .. قد يستغل الوغد براءتها و سذاجتها إن لم نقل جهلها ..
مازالت صغيرة و مبتدئة ، كانت مهيئة لدخول ذلك الباب الذي خدعها نوره الوهمي ، فلم تكن قد نضجت عواطفها ، فقد ساقتها أول ريح مرت بها ..
مازال هذا الأمر سبب أحزاني و مثار آلامي ، قد يؤثر هذا الأمر على حياتي كليا ،أصبحت سلبيا تماما و دون نفع أو جدوى .
أعتقد أنه لا يعقل أن ينشغل المرء بهذه الأمور ، ربما أقول هذه الكلام إحساسا بدونيتي ، لكن ليس الدونية في الحياة من الناس .
ربما أصبح الأمر شبه عقدة .. أرى أن أفعال الناس غير لائفة في أغلبها ، لهذا لا افعل مثلهم و لا أجاريهم في أفعالهم . أطمح دائما في المثال ، أريد القيام بأعمال كاملة لا يشوبها نقص أو تكون فيها ثغرة ، أظن أنه لا يمكن القيام بذلك .. و مازلت أحاول القيام به
قد يكون ما أحاول تحقيقه الآن جزءا مما أتمنى أن يكون مثاليا ، قد يكون اختياري و هدفي لا يعني شيئا عند البعض ، لكني لا أعير رأي هؤلاء الفضوليين أي اهتمام و قد لا أظهر أي إحساس بوجودهم إطلاقا
قلت إن اختياري قد يكون مثاليا ، فلأول مرة أرى خيالا مستحيلا وجوده على أرض الواقع ، ربما أعتبر ذلك المثال ملكا أو إحدى الحور العين أو أرقى من ذلك بكثير ..
ربما أعتبره إلها مقدسا أتفانى في عبادته و أقدم نفسي أضحية و قربانا له ، قد يكون أكثر من ذلك أو أكثر لكنه سيكون أرقى من أي كائن في حياتنا ..
مازلت أتلذذ بعذابي ، كم يكون ذلك العذاب حلوا ، أظن أن التفكير الطويل و المعاناة يسببان لي سعادة راقية ..
قد أسك في سبيل تحقيق ذلك المثال أي طريقة فالغاية تبرر الوسيلة في أسوأ حال .. قد لا ينطبق هذا على المشاعر الإنسانية  .. لكني مازلت أسهر الليالي و النوم يرفض الاقتراب من جفني .. و مع ذلك مازلت أرى ألمي في سبيلها متعة ليست كغيرها .. لأنها من أجل نجمي البعيد في أغوار الفضاء و الذي سأصل إليه و لو في الحلم .. إنه الدفين في صدري فلرؤيته لا سبيل إلا الموت ..
الخميس 23 سبتمبر 1993 الثامنة ليلا و اثنتان و خمسون دقيقة  
م . س 
أحدث أقدم

نموذج الاتصال