الآداب النبوية للأطفال .. الأخذ بمكارم الأخلاق لتزيين النفس الباطنة والأفعال الظاهرة

أدب الله عباده بآداب كثيرة،وهذه الآداب حلية المسلم تزين نفسه الباطنة،وأفعاله الظاهرة.
و"الأدب استعمال ما يحمد قولا وفعلا، وعبر بعضهم عنه بأنه الأخذ بمكارم الأخلاق.. والأدب مأخوذ من المأدبة وهي الدعوة إلى الطعام،سمي بذلك لأنه يدعي إليه".
وترتبط الآداب بالعقيدة الإسلامية ارتباطاً وثيقاً،ذلك أن العقيدة هي التي تحفز الإِنسان نحو السلوك الطيب، وأن انتفاء العقيدة عنده سيقود إلى كل الاحتمالات السلبية والتفكك والانحراف،وبناء على ذلك فإن الآداب الإسلامية هي وليدة العقيدة التي تستقر في قلب الإنسان، وهي العامل المحرك المؤثر وبدون ذلك لا مكانة للآداب بغير عقيدة.
ولهذا تنقلب الآداب إلى نتائج عكسية تتمثل في السلوك الذميم كالرذائل والفواحش مثلا،ذلك إذا لم يكن هناك عقيدة ثابتة صحيحة تتهذب معها النفس ويتقوم بها الاعوجاج.[1]
أما الأدب فقيل عنه:" يا بني احرز حظك من الأدب وفرَّغ له قلبك، فإنه أعظم أن يخالطه دنس، واعلم أنك إذا اقتربت عشت به، وإن تغربت كان لك كالصاحب الذي لا وحشة معه، يا بني الأدب لقاح العقل وذكاء القلب وعنوان الفضل"[2].
"لتكوين الخلق السوي في الطفل ينبغي أن تعلمه الواجبات التي ينبغي عليه القيام بها وهذا التعليم يتم بالقدوة والتربية والتوجيه،والواجبات التي ينبغي على الطفل أداؤها ليست إلاّ الواجبات المعتادة نحو نفسه بالتحلي بالصدق والأمانة والكرامة والحياء....،مما يحافظ على مكانته الإنسانية وواجباته نحو الآخرين من احترام حقوقهم منذ وقت مبكر حتى يكون فاضلاً في تصرفاته محترماً لحقوق الغير"[3].
[1]- معالم أصول التربية الإسلامية من خلال وصايا لقمان لابنه.
[2]- سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 305  بواسطه محمد الديلمي، إرشاد القلوب، ص 160
[3]- سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 311-312
أحدث أقدم

نموذج الاتصال