تربية الأطفال وتعليمهم السباحة والرماية وركوب الخيل

تحقيقاً لقوله تعالى:{وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ} (60) سورة الأنفال.

يَأْمُرُ اللهُ المُسْلِمِينَ باِلاسْتِعْدَادِ لِلْحَرْبِ، وَبِإِعْدَادِ آلاتِهَا لِمُقَاتَلَةِ الكُفَّارِ، وَدَفْعِ العُدْوَانِ، وَحِفْظِ الأَنْفُسِ، وَالحَقِّ وَالفَضِيلَةِ، حَسَبَ الطَّاقَةِ وَالاسْتِطَاعَةِ: مِنْ خَيْلٍ وَسِلاَحٍ وَعُدَدٍ وَمُؤَنٍ وَتَدْرِيبٍ وَعِلْمٍ وَكُلَّ مَا يَدْخُلُ فِي تَعْرِيفِ القُوَّةِ التِي تُمَكِّنُ الأُمَّةَ مِنْ مُقَاوَمَةِ خُصُومِهَا، بِحَسَبِ مَفْهُومِ العَصْرِ، وَذَلِكَ لإِرْهَابِ الكُفَّارِ - مِنْ قُرَيْشٍ وَمِنْ غَيْرِهِمْ - أَعَدَاءِ اللهِ، وَأَعْدَاءِ الإِسْلاَمِ وَالمُسْلِمِينَ، وَلإِرْهَابِ الأَعْدَاءِ الآخَرِينَ مِنْ مُنَافِقِينَ وَيَهُودٍ يُجَاوِرُونَ المُسْلِمِينَ فِي المَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهَا وَغَيْرِهِمْ، مِمَّنْ لاَ يَعْلَمُهُمْ رَسُولُ اللهِ وَالمُسْلِمُونَ، وَلَكِنَّ اللهَ تَعَالَى يَعْلَمُهُمْ. وَيُخْبِرُ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ أَنَّ كُلَّ نَفَقَةٍ يُنْفِقُونَهَا فِي الجِهَادِ وَالاسْتِعْدَادِ لِلْحَرْبِ، سَتُوَفَّى إِلَيْهِمْ بِالتَّمَامِ وَالكَمَالِ، وَلاَ يَبْخَسُ اللهُ أَحَداً مِنْهُمْ شَيْئاً.[1]

وعَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْجَعْدِ عَنِ النَّبِىِّ (ص) قَالَ «الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِى نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»[2].

 وعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِى عُبَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ (ض) قَالَ مَرَّ النَّبِىُّ (ص) عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ فَقَالَ النَّبِىُّ (ص) «ارْمُوا بَنِى إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا وَأَنَا مَعَ بَنِى فُلاَنٍ». قَالَ فَأَمْسَكَ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) «مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ». قَالُوا كَيْفَ نَرْمِى وَأَنْتَ مَعَهُمْ. قَالَ النَّبِىُّ (ص) «ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ»[3].

وعَنْ مَكْحُولٍ،يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ (ص) أَنَّهُ قَالَ: "كُلُّ لَهْو بَاطِلٌ، إِلَّا رُكُوبَ الْخَيْلِ وَالرَّمْيَ، وَلَهْوَ الرَّجُلِ مَعَ أَهْلِهِ، فَعَلَيْكُمْ بِرُكُوبِ الْخَيْلِ وَالرَّمْيِ، وَالرَّمْيُ أَحَبُّهَا إِلَيَّ"[4]

وعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، حَدَّثَنِي مَكْحُولٌ الدِّمَشْقِيُّ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، كَتَبَ إِلَى أَهْلِ الشَّامِ: "أَنْ عَلِّمُوا أَوْلَادَكُمُ السِّبَاحَةَ وَالرَّمْيَ وَالْفُرُوسِيَّةَ"[5]

وعَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، قَالَ: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ (ص) يُعْجِبُهُ أَنْ يَكُونَ الرَّجُلُ سَابِحًا رَامِيًا"[6]

وعَنْ أَبِي نَجِيحٍ السُّلَمِيِّ، قَالَ: "حَاصَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) قَصْرَ الطَّائِفِ، وَأَكْثَرُنَا يَعْمِدُ قَصْرَ الطَّائِفِ، فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (ص) يَقُولُ: "مَنْ رَمَى بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهُوَ لَهُ دَرَجَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَمَنْ بَلَغَ بِسَهْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَهُوَ عَدْلُ مُحَرَّرٍ "فَبَلَغْتُ يَوْمَئِذٍ سِتَّةَ عَشَرَ سَهْمًا"[7]

وهناك بعض الحدود لمثل هذا النوع من الرياضة في الإسلام منها:

1- "إيجاد التوازن، أن يكون الارتباط الرياضي للولد في حدود الوسط والاعتدال والتوازن مع سائر الواجبات الأخرى دون أن يطغى جانب على آخر.

2- مراعاة حدود الله في أن يكون اللباس ساتراً للعورة، ومراعاة حدود الله في جميع التصرفات.

3- تحرير النية الصالحة، أن يكون هذا التدريب كله بنية التقوية الجسمية لتلبية نداء الله -عز وجل- في الجهاد في أية لحظة .

4- أن لا تشغله الرياضة عمن واجباته الدينية."[8]

[1]- أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 1221).
[2]- صحيح البخارى- المكنز - (2850) متواتر.
[3]- صحيح البخارى- المكنز - (2899).
[4]- فَضَائِلُ الرَّمْيِ لِإِسْحَاقَ الْقَرَّابِ (14) صحيح مرسل.
[5]- فَضَائِلُ الرَّمْيِ لِإِسْحَاقَ الْقَرَّابِ (15) فيه انقطاع.
[6]- فَضَائِلُ الرَّمْيِ لِإِسْحَاقَ الْقَرَّابِ (16) صحيح مرسل.
[7]- فَضَائِلُ الرَّمْيِ لِإِسْحَاقَ الْقَرَّابِ (17) صحيح.
[8]- سميح أبو مغلي وآخرون،تربية الطفل في الإسلام، ص 68.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال