أرواحنا الحزينة البائسة يوقدها حنين الغربة داخل الوطن

الأيام تحاول سحق أحاسيسنا ومشاعرنا معها
تستمر بالمُضي
وتحاول أن ترسم على أعناقنـا ماهية النسيـان في مدن الغربة
نعيش ، نتنفس ، بلا حيـاة
غربة مجنونة توشمها تلك الحياة بأجسادنا وتُشبع بها أرواحنا الحزينة البائسة
فليس كل غربة.. غربة وطن..!!
فنحن نعيش الغربة على أرض أوطاننـا ونتنفس هواء بلادنـا
تضمنـا تلك الجدران التي تحتضن أنُاسنا
حيث للحزن صوت وشجون في أنفسنا
ومابين تضارب النفس مع الحزن وعِراك الأفكار
وبين بكاء الروح ومرارة الانتظار
معاني عدة عجزت ذواتِنا أن تستوعبها
حينها تسكننا الغربــة
وهي غربة الروح
غربة النفس
عندما ..نشعر بأن العالم أصبح مجرد مسايرة لهذا الزمن والوقت
عالم متشبع بفتيل احتراق الأشجان والأحزان
عالم خالي من أجمل وأصدق الأحاسيس 
عندها .. نبحث عن تلك المشاعر في دقائق وثواني الوقت 
نفتش في دواخلنا ولا نجد سوى
بقـايا لذكريات تشعل بنا الحنين 
حيث كثيرة هي الذكريات التي تتسارع لمخليتنا بمجرد شعورنا بالحنين للماضي
تضج بنا الحياة حينها لتهدينـا
غربة روح
وحنين في أحضان الغربة
أي أحاسيس تلك يمكن أن تتحملها قلوبنا وتضج بها أماكننا
فـ/ حنيننا أسمر شرقي ، يضخ في شراييننا وأوردتنا
يجعلنا مخلصين لأرواحنا الغائبة
فحينما تغادر الوجوهـ الأمكنة ..يتساقط كل يوم من ذاكرتنا وجه
ربما نتذكر ملامحه شيئاً فشيئاً
أو يرحل في سفينة النسيان ويحَّل محله وجه جديد مغترب بالنسبة لنا
وهكذا تتوالى الوجوه في حياتنا
لتَحِلَّ تلك البعثرة في طرقاتنا وأشياءنا اليومية
غربة تجعلنا نَحِنْ للماضي بآلامه وأفراحه
يتنفسنا الحنين ويصبح كالمطر المنهمر
لا ندرك متى يصفو ويهدأ
عندها
لا تملك قلوبنا إلا أن تعيش بعزلة عن الحياة
خوفاً من أن تتلطخ قطرات الحنين في سماء الغربـة الإنسانية
حيث تصنع تلك القلوب غربة مع نفسها
يتغلغلها الحنين
بعيداً عن العالم
وخوفاً من اللا بشـر
وما نهايتنا
سوى النزول من سلم البداية
وما بدايتنا
سوى السير داخل عالم الحنين الخارجي المغترب
أحدث أقدم

نموذج الاتصال