أما أنت يا من تدعي الهداية وترجو إدراك الغاية فهل يليق بكونك مسلماً أن تحارب الله ورسوله r وأن تهدم عقيدتك وتقضي على أدبك وتفسد أخلاقك باسم الحضارة والتقدم الزائف؟!
هل فكرت ببصرك عندما يأتي يوم القيامة ليشهد عليك ما رأيت به من المنكرات والمحرمات؟ أم أنك ستبقى فاقداً للوعي في غرفة العناية المركزة تنتظر الوفاة؟! ظاناً أنه لا يوجد حساب ولا عقاب !! أم انك تتجاهل وتحاول إخفاء ما تبديه من علمك الأكيد عن تلك القنوات الهابطة التي تدار بأيدٍ ماكرة هدفها نسف العقيدة والتوحيد من نفوسنا، والقضاء على أخلاقنا، وجعلنا شعوبا شهوانية هدفها المتعة الجنسية الساقطة ومعشوقها الصور المحرمة وكل تافه ورخيص - ولكن خابوا وخسروا.
وبالرغم من معرفتنا التامة لهذا مازال بعضا منا يشاهدون تلك المناظر القذرة المنحطة، وكأن الأمر لا يعنيهم!! فكيف ترضى لنفسك ولأهلك ذلك أيها المسلم؟ كيف ترضى لزوجتك وابنتك واختك أن تنظر إلى صور الممثلين الساقطين والراقصين؟! كيف ترضى لهنّ أن ينظرن إلى عورات من يظهر في ذلك الدش؟! دون أن يتحرك لك ساكن ولا تثور لك مشاعر، فإني لأبرئ منك أن أن تكون ديوث لا تغار على عرضك !! وبالمقابل كيف ترضين يا أختي ذلك لزوجك أو ابنك ؟! ينظر إلى عارية أو متبرجة أو سافرة … أين غيرتك وحياؤك وإيمانك؟
اسمع وأعقل (شاب يشاهد أحد الأفلام الجنسية على الجهاز اللعين الدش، فيلتفت فلا يرى سوى أخته بجواره، فيمارس معها الجنس عنوة، ويدنس عرضها..
وأخرى انحرفت تقول وهي تبكي بعد ما قبض عليها في قسم الشرطة: اذهبوا فأنظروا الى الأفلام التي عند أخي لكي تعذروني..
وأما هذا الأب يروي قصته بلسان صدق ودمعة أسى وتقطع قلب. يقول: (في ليلة من الليالي عدت الى المنزل متأخرا جدا، وذلك بحكم طبيعة عملي، وكالعادة استلقيت في غرفتي دون ان يعلم بقدومي أحد، لكن الغريب بالأمر هذه الوهلة أني سمعت أشبه ما يكون بالأصوات المتداخلة.
أخذت اتمعن هذه الأصوات فإذا بها (تمتمة) لا تكاد تبين حروفها، فارتفعت دقات قلبي ولمّ بي همّ عجيب، وداخلتني الشكوك لأول وهلة في حياتي، فانطلقت الى غرفة زوجتي ففتحت الباب فإذا بها تنام ملء جفنها، تنهدت وزالت الشكوك التي تعتصرني وحمدت الله وعدت لغرفتي ولكن كأنما الصوت داخل بيتي.
قمت هذه المرة وقلت لعل الأبناء نسو ساعات الليل في ظل ما يشاهدون40 كنت امشي برفق حتى أعرف ما الخبر، وصلت الى الباب فاتضح لي أن الأصوات من داخل الغرفة، والغرفة محكمة الإغلاق.. يوشك أن ينطق صوت مؤذن الفجر وأبنائي لا زالوا يسمرون.. تذكرت بابا للغرفة من الجانب الآخر فاتجهت اليه، وصلت، وضعت يدي على مقبضه، انفرج بسهولة، أنظر، أتأمل، أضرب في رأسي علني في حلم عابر، لا، بل المصيبة فعلا، المأساة، الجروح الدامية، العار والفضيحة، النهاية المرّة، الولد يقع على أخته فيفضّ بكارتها ويهين كرامتها، لم أتمالك نفسي أطلقت صوتا مذهلا، سقطت مغشيا عليّ، قامت الزوجة فزعة، وقفت بنفسها على المأساة، رأت ما لم يكن في الحسبان. ذلك (الطبق المشؤوم) يهتك ستر البيت ويشوه حاله، يقضي على العفة النقية فيبدلها بآثار العار المخزي، بنت في سن العشرين تنتظر المولود القادم من فعل أخيها التائه..) 41
وأخيراً، أسألك ما الواقع العلمي الذي استفدته في حياتك من الدش؟ وهل زاد إيمانك أم نقص؟ وهل اقتربت من الله أم ابتعدت ؟! ألم تنظر إلى نفسك والى التغيير الذي حدث لها منذ أقبلت على مشاهدة قنوات العهر والفساد والضلالة؟!
ماذا حدث؟ لم يحدث شيء سوى كل رذيلة أضيفت إلى رصيدك وكل ضلالة أحيطت بك! وكل صفة سيئة أصبحت من خصائصك!! فتب من معصيتك، وستجد الله غفاراً رحيما. فيا الله كم حرفت هذه القنوات من مستقيم؟ وكم نكست من ملتزم طائع ؟ وهدمت من منزل سعيد؟ فإلى الله المشتكى. أخي الحبيب - طوق النجاة بجانبك، فامدد إليه يدك لتنجو فهذه فرص..
التسميات
تواصل