الشباب والمخدرات.. نتيجة للفراغ الفكري وبحث عن تلبية الميولات والشهوات

تطلق "المخدرات" في عصرنا على أنواع معينة، مستخرجة من بعض المزروعات، وأهمها:"حشيش الكيف"، و"الأفيون"، و"الهيرويين"، و"الكوكايين"، وتعتبر "المخدرات" من أكبر المصائب التي حلت بالناس في عصرنا، فقد تفشى تعاطي هذه الخبائث، في طبقات المجتمع، تفشيا لم يسبق له مثيل، وتحاول جميع الدول، وبشتى الوسائل، مكافحة هذه الآفة، ومنع الناس عن تعاطيها..
  إن الحكم الشرعي في "المخدرات" معروف، ألا إنه : التحريم المطلق لأي نوع منها، ولا عبرة بمحاولة البعض، التقليل من ضرر "المخدرات"، والتخفيف من حرمتها، ولا قيمة لزعمهم بكراهتها.. والأغرب: أن ثمة من يقول بإباحتها..
  إن النصوص الشرعية، والقواعد العامة في الإسلام، متضافرة على وجوب صيانة: النفس، والعقل، والمال، والدين، والعرض، ولا شك في أن تعاطي المخدرات، عدوان عليها جميعا..
  إن وباء تعاطي "المخدرات"، قد تفشى كما ذكرنا في أكثر طبقات المجتمع، وعلى الخصوص: في "الشباب"، فإن هذه العادة السيئة منتشرة في المدارس والجامعات، وعلى نطاق واسع، ينذر بخطر كبير على الأجيال، ومستقبل هذه الأجيال..
  إن أزمة "المخدرات" لدى الشباب، قد نتجت عن الفراغ الفكري الذي يعانون منه، كما أشرنا آنفا، فالشباب الذين لا هدف لهم، ولا رسالة.. ولا قضية تشغل بالهم. وتملأ فراغهم.. سيبحثون في الغالب على وسائل غير مشروعة، تتلاءم مع الهوى، وتتوافق مع ميولهم وشهواتهم، ولا نستطيع أن نتجاهل وجود أولئك المتربّصين بنا.. المترصدّين لشبابنا.. فهم جاهزون لطرح البدائل.. ولن تكون بدائل خير ونفع، لا للشباب.. ولا للأمة.. فهم لن يطرحوا لنا الحلول المثلى.. ولن يدلّونا على سبيل الهدى والرشاد.. ولكنهم سيلقون بكل ثقلهم علينا.. لإغراقنا في الضساع.. وللإمعان في إفساد شبابنا.. وتدمير شخصيتهم ونفوسهم..
  أليس كارثة كبيرة: أن نرى شبابنا في مقتبل العمر، طلبة جامعيين.. كالزهرات يتعاطون المخدرات؟؟!..
  أليست مصيبة كبرى: أن نرى مراكز الجمارك، والأمن، في جميع الدول، مشغولة كل الشغل، في التفتيش عن "المخدرات".. أكثر من أي شيء آخر.. في حقائب المسافرين.. وأمتعتهم.. وسياراتهم.. وفي المعدة.. والأمعاء.. بل ويفتشون عنها في أدبار الرجال.. وفروج النساء..؟؟!!..
  ألهذا الحد وهذا المستوى ، يبلغ بنا الأمر، بحثا عن هذا "الغول.." الذي أرعب العالم؟؟!.. بينما خطره يزداد.. وضرره يستطير ويستثري..
  إن علينا في مواجهة هذه الآفة، أن نحصّن المجتمع، ونوجّه "الشباب" التوجيه السليم، فنحن والحمد لله مسلمون.. وفي الإسلام علاج لكل داء.. وكيف نخاف من البلاء.. أيا كان.. طالما أننا مسلمون؟؟!.. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال