الانترنيت بين المعرفة النافعة والتضليل الضار.. التعارف المشبوه شعار مزيف يردده الكثيرون

كان لا ينام عن صلاة الفجر، وكان يصلي كل فرض في وقته ويخصص يوماً في الاسبوع على الأقل يتفقد أحوال المساكين أو يصل أرحامه أو يساعد فيه محتاجاً أو.. لم يتوانا يوماً في تفقد المساجد وأحوالها.

فجأة، ودون سابق انذار، لم يلبث حتى انقلب رأساً على عقب، وبطناً على ظهر، ابتليّ بابتلاء عظيم! عندما رأى تلك الصور الخليعة للفاجرات، أصبح لا يعرف الصلاة وكأنها محيت من قاموسه!! قال تعالى (ومن يتبع غير الاسلام ديناً فلن يقبل منه) آل عمران.

هل انتبهت لذلك الطالب عندما يدخل بوابة الجامعة لا يلبث حتى يتوجه الى ما يسمونه (كوفي شوب) وبلغة العوام العقلاء (خراب البيوت)، وهناك جميعكم يعرف ما يجري!! فهذا منهمك في البحث عن فتاة تجيد لغة العيون والألغاز القصيرة.. وذلك يبحث عن ذات الصوت الرفيع والمسمع العميق.. وآخر يترقب الفرص ليصطاد فريسته الجميلة!!

ولكن الدليل والبرهان على تفاهة ذلك الشاب تكمن عندما يكتشف أنه أمضى يومه وهو يحكي مع شاب منغمر في الشهوات مثله (قل كلٌ يعمل على شاكلته).

ومع غياب التوجيه و الإرشاد أو قلته في خضم اللهو و الفساد المتراكم لابد أن ينزلق الشباب و يقع في الفخ الذي نصبه أعداء الأمه، بل و سعروا نيران الغريزة الجنسية عن طريق ما تبثه شبكة الإنترنت من إباحية بصورة لا تكاد تتخيل، تدع المرء حيران، و صاحب الهم يزداد هما، ماذا نفعل أمام هذا الإعصار الهائج الذي لا يبقي في طريقه و لايذر خلية حية إلا أصابها - إلا ما رحم ربي.

و في دراسة أجريت على 252فتاة منحرفة بين سن 14-18 سنة تبين أن 25 % منهن مارسن الجنس نتيجة مشاهدتهن لقطات جنسية مثيرة بالسينما و 41 % قادتهن المشاهدإلىالحفلات الصاخبة و الملاهي الليلية و 4 % هربن من المدرسة لمشاهدة الأفلام و17 % تركن المنزل لخلاف مع الأهل حول ذهابهن إلى السينما.

كما جاء في تقرير الهيئة الصحية العالمية عن انحراف الأحداث على لسان أحد القضاة الفرنسيين العاملين فيها يقول: (لا يخالجني أي تردد أن أعلن بأن الأفلام وخاصة البوليسية المثيرة لها معظم الأثر الضار على غالبية حالات الانحراف لدى الأحداث).

أما عن مخاطر شبكة الإنترنت على الشباب فيكفي أنهم اكثر مرتاديها بعد أن تعددت وسائل الإغواء والإغراء أصبح لديهم خصوصية الاتصال بالفتيات إن لم يكن مسموحا في المنزل ففي النادي أو المقهى أو غيرها.

وأصبح التعارف المشبوه هو شعار مزيف يردده الكثيرون وأعجب ما يقال وينادى به تحت ستار الحرية البراق دع الشباب يتعرف ويتصفح ويغوض فنحن في زمن الإنترنت وما نتيجة هذه المعادلة (مراهقة + حرية + غياب الرقابة الإسلامية + زنا+ لواط+ مخدرات+ خيانة..)

أخي مستخدم الانترنت:
ألا تعلم أن داء الشهوة والغرام يؤدي بالانسان اذا تعلق به ودخل في قلبه الى الوصول أحياناً الى الكفر بالله سبحانه!! والقصص على هذا الشيء كثيرة جداً ومعروفة.

أخي الحبيب - أين نحن من أسلاف الأمة، كان الربيع بن خثيم من شدة غضه لبصره واطراقه برأسه تظن النساء أنه أعمى! أما الإمام محمد بن سيرين يقول: والله ما غشيت امرأة قط في يقظة ولا في منام غير أم عبد الله – أي زوجته – وإني لأرى المرأة في المنام فأذكر أنها لا تحل لي فأصرف ببصري عنها ! نعم أين نحن من السلف الصالح.

اخي مستخدم الانترنت - اذا ضغطت بأناملك على لوحة المفاتيح للإتصال على أحد المواقع وقبل أن تضغط على مفتاح الادخال (ENTER) تذكر أن الله سبحانه وتعالى أقرب اليك من حبل الوريد.

وختاماً لهذا الموضوع الطويل الذي لم نوفيه حقه في التحذير منه، أذكرك بحديث رسول الله -ص-  إذ يقول: (بين يدي الساعة فتناً كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مسلماً ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً...) فانتبه يرحمك الله.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال