ثمار الإيمان بالملائكة ودوره في غرس العقيدة الصحيحة في نفس الطفل. صفات الملائكة. أعمال الملائكة ووظائفهم. أعداد الملائكة

يجب على المربين التدرج في غرس العقيدة للطفل، ابتداء بغرس حب الله ورسوله وآله وصحبه، ثم ملائكته، وسوف نتكلم الآن -إن شاء الله تعالى- عن الإيمان بالملائكة[1].

وعند التدرج يراعى الاستعداد العقلي لقبول ما يقال له ويبدأ بتوضيح:
1- من هم الملائكة.
2- وما هي صفاتهم.
3- وما يفعلون وكم عددهم.

الملائكة هم: "من العالم غير المنظور،عالم الغيب أو عالم ما وراء الطبيعة،ولا يَعلم حقيقتهم إلا الله سبحانه، وهم من عباد الله المسخرين لطاعته والمجنّدين لتنفيذ أوامره. قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم.

وإنهم لا يتوالدون ولا يوصفون بذكروه ولا بأنوثه ...
وقد خلق الله سبحانه وتعالى الملائكة من نور "فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ (ص): خُلِقَتِ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ نُورٍ، وَخُلِقَ الْجَانُّ مِنْ نَارٍ، وَخُلِقَ آدَمُ مِمَّا قَدْ وُصِفَ لَكُمْ.[2]
والإيمان بهم هو التصديق الجازم بوجودهم وبصفاتهم وبأعمالهم.

من صفات الملائكة:
1- مخلوقون من نور.

2- أنهم متفاوتون في الخلق والأقدار تفاوتاً لا يعلمه إلا الله.
قال تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (1) سورة فاطر.

3- لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون قال تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ {26} لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ (27)} سورة الأنبياء.

4- منحوا القدرة على التشكل بأشكال مختلفة.

من أعمال الملائكة ووظائفهم:
1- الوحِي: وهذه الوظيفة خاصة بجبريل - عليه السلام - فهو الذي ينزل على الأنبياء والرسل بالوَحِي.

2- تسجيل أعمال الناس.
3- الاستغفار للمؤمنين وطلب الرحمة لهم.

4- رعاية الجنة وأهلها: قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (73) سورة الزمر.

والقيام بشؤون النار وأهلها:
 قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)} سورة الزمر.

أعداد الملائكة:
الملائكة لا يحصون عدداً في علم المخلوقات، لكثرتهم الكاثرة ولأنهم من جنود الرحمن، قال تعالى: {وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} (31) سورة المدثر.

الثمار التي يجنيها الأطفال من إيمانهم بالملائكة:
1- الإيمان بالملائكة يدل على صدق الإيمان، لأن الملائكة ليسوا من عالم الشهادة بل هم من عالم الغيب، وقد أوجب الله الإيمان بهم، وقد جعل الله -سبحانه وتعالى- الإيمان بالغيب من أبرز صفات المؤمنين. قال تعالى: {الم(1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ(2) الَذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ(3)} سورة البقرة.

2- تنمية الشعور بالمسؤولية ودوام المراقبة لله سبحانه، لأن الله -عز وجل- قد وكل بنا الملائكة يحصون علينا أعمالنا صغيرها وكبيرها، وهم معنا يطلعون علينا ويسجلون ذلك في سجلات سوف تعرض علينا يوم القيامة ونحاسب عليها فيدفعنا ذلك لمحاسبة أنفسنا على أعمالنا والازدياد من أعمال الطاعة والخير والبعد عن المعاصي.

3- زيادة الشكر لله -عز وجل- وحمده على نعمه التي لا تعد ولا تحصى ومنها أعمال الملائكة التي تساعد المؤمن على الازدياد من أعمال الخير.

4- تقوية ثقة المؤمن بنصر الله وتأييده،وذلك عندما يعتقد المؤمن أن هناك ملائكة قد كلفوا بنصره وتأييده، كما حدث ذلك لرسول الله (ص) في معركة بدر.

5- حمل الإنسان على التشبه بهم،في الإقدام على الطاعات،والابتعاد عن المعاصي.[3].

[1]- انظر إلى سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 220 -228.
الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة،ص 106-111.
[2]- صحيح مسلم- المكنز - (7687) وصحيح ابن حبان - (14 / 25) (6155).
[3]- انظر التفاصيل في كتابي (الواضح في أركان الإيمان) وكتابي (الإيمانُ بالملائكة وبيانُ صفاتهم).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال