إلهي ما أضيق الطريق على من لم تكن دليله وما أوضح الحق عند من هديته سبيله

فعلى الله وحده اعتمادي، وإليه وجهتي واستنادي، الصواب منه، والخطأ من نفسي وتقصيري، والخير أردت والى الله أنبت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنبت، فاللهم ارحم عبدك الذليل، ذا اللسان الكليل والعمل القليل، وامنن عليه في عمله بالتأثير والقبول، واكنفه تحت ظلك الظليل هو ووالديه المساكين، يا كريم يا جليل، فالطريق شاق طويل والزاد قليل، والامل والرجاء فيك يا كريم...
أسهو وأخطئُ ما لم يحمني قدر
وما أبرئ نفسي إنني بشر
من أن يقول مقصّر إنني بشر
وما نرى عذراً أولى وذاك كذا
الحمد لله الواحد القهار، العزيز الغفار، مصرف الامور، مكور الليل على النهار، مقدر الأقدار، تبصرة لأولي القلوب والأبصار سبحانه جل جلاله ، أيقظ من خلقه من شاء فأدخله في جملة الأخيار ، ووفق من أجتباه من عبيده فجعله من المقربين الأبرار وبصّر من أحبه فزهده في هذه الدار ، فاجتهد في مرضاته والتأهيل لدار القرار ، فأخذ نفسه بالجد في الطاعة وملازمة الذكر بالعشي والأبكار ، فاستنار قلبه بلوامع الأنوار ، اللهم اجعلنا منهم يا عزيز يا غفار . الحمد لله جعل السعادة والنصر والعزة والتمكين والتأييد لمن أطاعه واتقاه ، وجعل الذلة والشقاوة على من خالف أمره وعصاه ...
وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله، خَلَقه ثم اصطفاه ، وبالقرآن خصّه واجتباه، وبالمعراج قرّبهُ وحاكاه … فتضرع له نبيّنا وناجاه، فالصلاة والسلام عليه وعلى آله ومن والاه صلاة تدوم بدوام مُلك الله أما بعد :
فحقّق مُناي وأحلامي
إلهي وجّهتُ وجهي إليك
وحقّق بفضلك آمالي …وهب لي من العزم ما أرتجي
وتمّمْ قوابل أيامي …وثبت فؤادي في حاضري
فما دفعني لكتابة هذه الكلمات والورقات ، سوى أنني رأيت من الناس عامة والشباب خاصةً عجباً عُجاب ، فلقد اشتغلوا بدنياهم عن آخرتهم فأضاعوا أوامر ربهم جل وعلا ، واتبعوا الشهوات والمهلكات ، ولم يخافوا سطوة جبروته تعالى ولا سوء عقابه ، في ذلك يقول تعالى (استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان )1 فاستباح بعضهم تضييع أوامر الله ورسوله  r  وقد عافاهم الله في أبدانهم ووسع عليهم في أرزاقهم فبدلوا نعمة الله كفراً وعصياناً - نسأل الله العفو والعافية .
فهذه الرسالة أخي الشاب مهداة اليكَ في زمان قلّ فيه التناصح ، وقد قيل إن أخاك من نصحك في دينك وبصرك بعيوبك ، وعدوك من عزك ومناك !
لذا كان هذا الكتاب بين يديكَ فيه عبارات لطيفة ، وإشارات منيفة ، تسيء حاسداً ، وتسر خليلاً ، في الكلام عن ( الدرر النافعة في نصح شباب الجامعة ) أسأله تعالى أن يكون خالصاً لوجهه . وأن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره ، وكل من ساهم بتوزيعه أو طبعه ...
أحدث أقدم

نموذج الاتصال