الأهداف التربوية المترتبة على الإيمان باليوم الآخر والتي لها أثرها الفعّال في نفوس ومشاعر وقلوب الأطفال

اليوم الآخر: "هو نهاية الحياة الدنيا وبداية الحياة الأخرى،الذي جعله الله للحساب والثواب والعقاب.

الإيمان باليوم الآخر: هو التصديق الجازم واليقين القاطع بما يكون بعد الموت من الحياة البرزخية، وأحوال القبر والبعث والحشر والنشر والصحف والميزان والحساب والجزاء والصراط والحوض والشفاعة والجنة والنار."[1].

نبقى في تربية الطفل على هذا التسلسل السابق تدريجياً حتى نصل إليه إلى أن الدنيا فانية وهي دار اختبار وابتلاء وأن الإنسان لم يخلق عبثاً وإنما لهدف وغاية قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (115) سورة المؤمنون.

أي: {أَفَحَسِبْتُمْ} أيها الخلق {أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} أي: سدى وباطلا تأكلون وتشربون وتمرحون، وتتمتعون بلذات الدنيا، ونترككم لا نأمركم، و[لا] ننهاكم ولا نثيبكم، ولا نعاقبكم؟ ولهذا قال: {وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ} لا يخطر هذا ببالكم، {فَتَعَالَى اللَّهُ} أي: تعاظم وانتفع عن هذا الظن الباطل، الذي يرجع إلى القدح في حكمته. {الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} فكونه ملكا للخلق كلهم حقا،في صدقه، ووعده، ووعيده، مألوها معبودا، لما له من الكمال {رَبُّ الْعَرْشِ الكريم} فما دونه من باب أولى، يمنع أن يخلقكم عبثا.[2].

وأن أعمال الدنيا ستكون في كفه موازيننا يوم القيامة. قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ} (46) سورة فصلت.

الأهداف التربية المترتبة على الإيمان باليوم الآخر والتي لها أثرها الفعّال في نفوس ومشاعر وقلوب الأطفال:
"ترشد فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة العملية التربوية بمناهجها ووسائلها،وتوجه القائمين عليها من آباء ومربين ومسئولين إلى جني ثمار التأثيرات الإيجابية للإيمان باليوم الآخر:

- لما فيه من ترسيخ للإيمان والعقيدة بأركانها المتعددة.
- ولما فيه من إحساس دائم بخشية الله تعالى ومراعاته في السر والعلن.

- ولما فيه من إيقاظ متواصل للضمير الديني والخلقي وصحوة للعقل وتحريك للوجدان.

- يدفع الفرد المسلم إلى اتباع سبل الهدى والرشاد،وفعل الخيرات والصالحات،وتجنب حبائل الشرك والضلال وعدم التردي في مهاوي الفساد والمنكرات."[3]

[1]- محمد خير، فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ، ص 396 .انظر إلى، السائح، عبد الحميد، عقيدة المسلم وما يتصل بها، ص 312-329.
[2]- تفسير السعدي - (1 / 560).
[3]- الزنتاني، عبد الحميد الصيد، فلسفة التربية الإسلامية في القرآن والسنة،ص 122.
انظر إلى، محمد خير، فاطمه، منهج الإسلام في تربية عقيدة الناشئ، ص 428-430. سهام مهدي جبار، الطفل في الشريعة الإسلامية ومنهج التربية النبوية، ص 240-241، وانظر التفاصيل في كتابي (الواضح في أركان الإيمان).
أحدث أقدم

نموذج الاتصال