الأصل في تربية النشء إقامة عبودية الله -عز وجل- في قلوبهم، وغرسها في نفوسهم وتعاهدها، ومن نعم الله علينا أن المولود يولد على دين الإسلام، دين الفطرة، فلا يحتاج إلا إلى رعايته، ومداومة العناية به؛ حتى لا ينحرف أو يضل وهنا يكون للوالدين أجر الدلالة على الخير كما قال (ص): «من دل على خير فله مثل أجر فاعله» [رواه مسلم].
فهؤلاء الأولاد ومن يأتي من ذريتهم في ميزان حسنات الوالدين إذا وفقا إلى التربية الإسلامية الصحيحة فإن الفرع تابع للأصل.
الأب والأم في عبادة لله -عز وجل- حين التربية، والإنفاق، والسهر، والمتابعة، والتعليم، بل وحتى إدخال السرور عليهم وممازحتهم إذا احتسبوا ذلك، فالأصل تعبد الله -عز وجل-: } وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ { [الذاريات: 56].
والنفقة عليهم عبادة كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرًا الذي أنفقته على أهلك» [رواه مسلم].
وقال -عليه الصلاة والسلام-: «إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة» [متفق عليه].
سأل رجل الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- السؤال التالي: إن لدي أربعة أطفال وأريد أن أكتفي بهم وأتفرغ للعبادة والطاعة فما رأيكم؟
فأجاب رحمه الله: «تربيتك لأبنائك التربية الصالحة عبادة».
وقد كان أحد السلف متعبدًا متفرغًا للمناجاة فقال لصاحب الأولاد الذي كان يغبطه على ما هو فيه من العبادة: «لروعة منك بسبب العيال خير مما أنا فيه».
التسميات
التربية