الشباب والتدخين: الطريق إلى الأمراض المزمنة والتغرير بالشباب في مقتبل العمر وريعان الشباب

لا أريد هنا أن أناقش أقوال العلماء فيس "التدخين"، ولكنني سأكتفي بطرح سؤال واحد على أولئك الذين أباحوه.. ورخّصوا به.. هو: هل تعتبرون أيها الأفاضل، نبتة "التبغ والتنباك" هذه، من "الطيبات"؟؟..
  لا أظن أن عاقلا يعتبر "التدخين" من "الطيبات"، بل : هو من "الخبائث"، وطالما أنها من "الخبائث"، فلا يهمني كثيرا الخوض في المسألة أكثر من ذلك..
  وإن قال قائل: لماذا حكمت على "التدخين" بأنه: "خبائث"؟ وما هو الدليل؟.. قلنا: إن "التدخين" بإتفاق علماء الطب، سبب لأخطر الأمراض، ومنها:"السرطان".. وبعض أمراض الجهاز الهضمي والقلب.
  إن علماء الطب، وهم أصحاب الإختصاص، والمعتبر قولهم في هذا المجال، متفقون على أنه لا خير في التدخين مطلقا، وأنه لا ينجو مدخن من مرض.. بسببه.. فهل بعد هذا يبقى قول لقائل، أو زعم لزاعم بخلاف ذلك؟؟..
  ثم: أليس "التدخين" من أسباب نتن الفم، كالثوم.. والبصل..؟؟.. والمدخن يؤذي الذين لا يدخنون برائحة فمه المنتنة.. ونحن نعلم من عملنا في "المحاكم الشرعية"، أن هناك حالات طلاق سببها: نتن رائحة الفم لدى أحد الزوجين، من جرّاء التدخين..
  نعود بعد هذا إلى "الشاب"، ضحية " الأزمات" الأولى، فنقول: لقد تفشت عادة "التدخين" في "الشباب"، على نطاق واسع، وفي سن مبكرة جدا، وهذه أزمة خطيرة، وقع فيها "الشباب"، واستدرجوا إليها.. وبعد فوات الأوان.. حيث يكون "الشاب" قد أفسد جهازه التنفسيّ، وملأ رئتيه بالأوساخ والرواسب..
  وأهم الأسباب التي تدفع الشاب الى التدخين: إغراء الأصحاب والأصدقاء.. الذين يدخنون.. إذ يعرضون عليه "السيجارة".. ويطلبون منه: أن ينفّخها.. في الهواء.. فلا يلبث أن يعتاد عليها، ثم يدمن على تدخينها.. ويساعد على ذلك " الإعلانات"، التي تبثها وتنشرها وسائل "الإعلام" عن "التدخين"، حيث يصوّرون "التدخين": متعة.. ونكهة.. وكأنه: شهد العسل.. أو: المنّ والسّلوى..
  ومن المضحك المبكي: أن الدول التي تسمي نفسها "متحضرة".. تكتب على علب التدخين عبارة:" التدخين مضرّ بصحتك، ننصحك بعدم التدخين"، وأن بعض أجهزة الإعلام، تعرض "الدعاية.." للتدخين، ثم بعد ذلك، تظهر على الشاشة عبارة:" وزارة الصحة العامة تحذرك من التدخين.." أو: ما أشبه ذلك..
  فطالما أن التدخين مضرّ بالصحة، بلا خلاف، فمن واجب الدول على الأقل: أن لا تروّج أجهزة الإعلام فيها، أمر بيعه وتعاطيه، وأن لا تغش الناس، وتغرّر بالشباب بهذه الأساليب المغرية، وهم في مقتبل العمر وريعان الشباب.

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال