العلاقات الإنسانية: تنظيم علاقة الفرد بالآخرين والمجتمع وضمان تكيف الفرد وتوازنه ومساعدته على توفير مطالبه الأساسية

يشير مفهوم العلاقات الإنسانية إلى حصيلة الصلات والاتصالات التي تحكم علاقة الفرد بغيره من الناس والمؤسسات التي يتعامل معها وفق قوانين المجتمع ومعاييره الاجتماعية وذلك من خلال مؤسسات المجتمع المختلفة كالأسرة وجماعات الرفاق ومؤسسات المجتمع الأخــرى.
 ويرى العلماء أن العلاقات الإنسانية حصيلة الاتصال بين الفرد والمجتمع ففي الجوانب النفسية والاجتماعية التي تعمل على تنظيم علاقة الفرد بالآخرين والمجتمع .وتعمل على ضمان تكيف الفرد وتوازنه ليتمكن من أداء مهامه وأدواره بطريقة منتظمة ومنسجمة مع أنظمة المجتمع وقوانينه المختلفة.
 والعلاقات الإنسانية الإيجابية تساعد الفرد على توفير مطالبه الأساسية.في الحياة وإشباع حاجا ته ليصل إلى درجة مقبولة من الرضاء والتوازن فالعلاقات الإنسانية ليست مجرد خبرة واحساس يكتسبه الفرد من خلال الخبرة والممارسة بل أصبحت علما في فن التعامل مع الأفراد والجماعات ورفع روحهم المعنوية لتعزيز نموهم السليم وتكيفهم مع عناصر المجتمع.
ولهذا بدأ العلماء في الحديث عن دور العلاقات الإنسانية في  بلورة الإدارة الناجحة والقادرة على الاهتمام بمطالب الإنسان الشخصية والاجتماعية والمهنية وغيرها. ولكنها بالمعنى السلوكي  يقصد بها عملية تنشيط واقع الأفرادفي موقف معين مع تحقيق توازن بين رضاءهم النفسي وتحقيق الأهداف المرغوبة .ويقصد بها أيضاء الأساليب السلوكية والوسائل والأساليب التي يمكن بها استثارة دافعية الناس وحفزهم على المزيد من العمل المثمر المنتج وتركز العلاقات الإنسانية على الأفراد أكثر من تركيزها على الجوانب الاقتصادية أو المادية وهي ليست مجرد كلمات طيبة أو عبارات جميلة وإنما هي تشير إلى تفهم عميق لقدرات الناس وطاقاتهم وإمكانياتهم وظروفهم ودوافعهم وحاجاتهم واستخدام كل هذه الظروف والعوامل لحفزهم للعمل وتسعى لتحقيق هدف واحد في جو من التفاهم والتعاون والتعاطف والتحاب. 
والعلاقات الإنسانية هي السلوك الإداري الذي يقوم على تقدير كل فرد ،وتقدير مواهبه وإمكانياته وخدماته واعتباره قيمة عليا في حد ذاته.والذي يقوم على الاحترام المتبادل بين صاحب العمل والعاملين .وإن أي تفهم صحيح للعلاقات الإنسانية يجب أن يقوم على تفهم دوافع الأفراد إلى العمل.كما يجب أن يقوم أيضا على تفهم الحاجات المختلفة للفرد سواء أكانت حاجات أولية أو ثانوية أو نفسية أو اجتماعية.
ويقوم مفهوم العلاقات الإنسانية على أساس أن الأفراد حيثما كانوا في مواقع العمل يشكلون مجموعة من العلاقات بينهم وبين أنفسهم أو بينهم وبين رؤسائهم والمشرفين عليهم والمتعاملين  معهم .
  ومن التعريفات السابقة يتبين أن العلاقات الإنسانية ليست مجرد كلمات أو عبارات مجاملة ولكن تفهم لقدرات الأفراد واحترامهم وإذا كان مدير المدرسة والوكلاء والمعلمون الأوائل كممثلين للإدارة المدرسية يعملون بمفردهم دون استشارة وأخذ وجهات نظر بقية المعلمين والتلاميذ. فإن قراراتهم سوف تقابل بالرفض وعدم القبول .وينتج هذا الرفض من جانب التلاميذ لكل قرار تصدره المدرسة .وهنا تبرز ديموقراطية الإدارة في تفهم حاجات البيئة المدرسية على الجميع بمن فيها .والعلاقات الإنسانية في المدرسة من أهم العوامل التي تؤثر تأثيرا بالغا في المدرسة وذلك لأن الفرد حينما يشعر أن هناك من يعمل على راحته ومن يعمل ليوفر له الأمن والطمأنينة النفسية .وهناك من يفكر في مصلحته فإن ذلك يساعده على بذل قصارى جهده في العمل ويرفع من كفاية الإنتاج في المدرسة وهو أيضا رفع المستوى العلمي للتلاميذ في المدرسة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال