الاستهانة بصغائر الذنوب مدخل إلى الوقوع في كبائرها.. لا تحقرن من الذنوب صغيرةً ان الجبال من الحصى

كثير من الشباب بل العامة من الناس يتسامحون في أمور يظنونها صغيرة وهي تقدح في الاصول ... أوليس الجبال من الحصى !!
خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوق أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن من الذنوب صغيرةً
ان الجبال من الحصى
نعم، قد كان للشباب في صدر الاسلام دور كبير في حمل لواء الدعوة لأنحاء المعمورة، والتاريخ خير شاهد على ذلك، فلماذا أيها الشباب أراكم اليوم تقهقرتم عما كنتم عليه؟!
في هذه الازمنة المتأخرة نلاحظ كثيراً من الشباب تقاعصوا في أداء واجبهم نحو هذا الدين ، وأصبح تعلقهم بالشهوات والمغريات الزائفة ، بل صاروا عبئاً على أهلهم ومجتمعهم !!!
ولا أعمم قولي على الشباب كافة ، فإن فيهم من أصبح قدوةً وقائد في الخير والعطاء في سبيل الله وابتغاء مرضاته ، واعلاء كلمته ، وحمل دعوة نبيه (ص).
أخي الحبيب ،،، لا بدّ لك من جلسةٍ بسيطةٍ قصيرةٍ ، تقرأ فيها ما تحمله الآن بين يديّك في هذه الوريّقات المعدودة ، لتستحضر قلبك الطيب، وعقلك الرشيد ، وتفكر فيما ستقرأه لتحكم على نفسك مع من أنت !!
أخي الجبيب ،،، لا أحد ينكر عليك أن ما تحمله في باطن كفك ، أو تضعه داخل جيبك ، أو تسكنه في بيتك ، حراماً شرعاً ، بل هو حلال مسموحٌ به . ولكن ضمن شروط الحلال والتزام أوامر الله فهو نعمةٌ منه على خلقه . أقصد في ذلك ] الهاتف النقال ، أو الهاتف الثابت في البيت [ . فمن فوائد هذه النعمة :
* بر الوالدين : فالانسان يستطيع من خلاله أن يسأل عن والديه ويكلمهما، ويطمئنّ عليهما، ويطلب منهما الدعاء ... وفيه صلة الرحم ، والسؤال عن الاقارب ، ومّد جسور المحبة والمودّة بينه وبينهم31 .
* السؤال عن الاصدقاء وتفقد أحوالهم، وادخال السرور الى قلوبهم .
* التهنئة والتعزية لمن تعذر عليه الذهاب .
* انجاز بعض الاعمال التجارية والمعاملات المختلفة .
* وفيه طلب المساعدة والنجدة في الاوقات المفاجئة أو الطارئة ، وغيرها .
كيف نشكر النعمة
وبإتفاقنا على أن الهاتف نعمة ، إذناً فالنعمة تحتاج الى شكر ،و الشكر يكون بخضوع الشاكر للمشكور وحبّه له ، وأما إعترافك بنعمة الله عليك وجب منك ألا تستعمل نعمته في معصيته ، فذلك من أبشع صور العقوق والعصيان وكفران النعمة !
فأنت يا من تستخدم الهاتف في المعاكسات واصطياد الغافلات ، كيف تكون شاكراً ، وأنت أشد الناس إفساداً في الامة !! نعم فأنت تحاول تدنيس أعراض المسلمات . كيف تترجم أعمالك التي تهدف الى هدم البيوت وتشريد الابناء ، وزرع العداوة والبغضاء بين المسلمين ؟! كيف تكون شاكراً للنعمة ، وأنت تبارز ربك بالمعصية وتستخدم نعمه عليك لهتك أعراض المسلمات ؟!!
أيها المعاكس الغافل
أفق من سباتك قبل أن تدركك عقوبة رب الارض والسماء ، فتصبح من الخاسرين ، بادر أخي ، والبس درع الحرب وجرد السيف من الغمد ، وأخرج سهامك من كنانتك ، واتخذ موقعك في صف جند الله ، وابدأ المعركة مع الشيطان وحزبه ، واستعن بالرحمن، يعينك رب العالمين .
أخي الحبيب ،،، أعلم يهديني واياك الله ، أن ما تمارسه من اتصالاتٍ ليّليَةٍ أو جهرِيّةٍ ، إنماهي بريد الزنا ، ووسيلة للوقوع بالفاحشة ، وهي علامة على النقص الذي تعانيه في نفسك أو إشارة على مدى تقصيرك بجانب الله عزوجل { فالمعاكس نال بعمله ما يليق به من الوصف ، فكان من السفلة الذين يستغلون غيبةَ الراعي عن أهله ليتخذها فرصةً علَّه يجد من يستدرجه الى سفالته ،،، وهذا نوعٌ من الخلوة أو سبيل اليّها ، فهذا وأيّم الله حرام حرام ، وإثمٌ وجناح ، وفاعله حريٌّ بالعقوبة ، فيخشى عليه أن تنزل به عقوبة تلوّث وجه كرامته ...}32
أيها المعاكس لحظه من فضلك
أيها المعاكس ، لماذا خلقت ؟ وما هو هدفك في الحياة ؟ هل يقف عند رفع سماعة هاتفك لتسمع صوت رجل لتغلق الهاتف أو تسمع صوت إمرأة لا تعجبك ، فتفاجأ ببصقة في وجهك ! أم هدفك سماع صوت فتاة فتدمر بيتها ؟!
إنك لم تخلق للمعاكسات الهاتفية ، أو السير وراء الفتيات مدعياً أنه الحب ، وإنها الزمالة والصداقة والقرابة33 !! لم تخلق للهو واللعب، ولم تخلق لسماع الغناء والموسيقى وشرب الدخان ولبس السلسال !!!
بل خلقت لأمر عظيم ، خلقت لإقامة الدين وعبادة رب العالمين ( وما خلقت الجنّ والانس إلا ليعبدون ) 34 . وهذا قد مرّ ذكره.
قال الحسن البصري " ما ضربت ببصري ، ولا نطقت بلساني ، ولا بطشت بيدي ، ولا نهضت على قدمي حتى أنظر أعلى طاعة أم على معصيّة ؟! فإن كانت طاعة تقدمت ، وإن كانت معصيّة تأخرت وتركت "
أيها المعاكس أغلق هاتفك
أخي الحبيب ،،، أغلق هاتفك وبادر الى التوبة ، فحذار حذار إن بقيت فإنك الى ما صاروا اليه سائر ، وعلى ما فعلت من الاعمال قادم ، وعلى ما فرطت في زمن الامهال نادم ... فعجل أخي وتب ، واعلم أن التوبة تجب ما قبلها وسيئاتك يبدلك الله بها حسنات ( إلا من تاب وآمن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات ...) فاقلع عن الذنب واعزم على عدم العودة اليه ، واندم على مافات وياحبذا مع الندم البكاء ،،، فالبكاء من سمات الصدق في التوبة .
وخير ما يغسل العاصي مدامعه والدمع من تائبٍ أنقى من السحبِ
واياك والتردد أو التأخر ، فلك في قول الامام حسن البصري – رحمه الله – لحكمة حيث قال : ان قوماً ألهتهم أمانيّ المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة ، ويقول أحدهم : إني أحسن الظنّ بربي وكذب ... لو أحسن الظنّ لأحسن العمل.
خذ من شبابك قبل الموت والهرم وبادر التوب قبل الفوت والندم
واعلم بأنك مجزيٌّ ومرتهنٌ وراقب الله واحذر زلَّة القدمِ
أيها المعاكس ألم تعلم أن الفتاة التي تعاكسها هي من أفراد مجتمعك ! ويعني ذلك أنك تساهم في افساده ! نزولاً عند شهوتك !! بعكس وظيفتك التي كان يجب عليك أن تقوم بها وهي : الدعوة إلى الله واصلاح نفسك وأهلك ومجتمعك .
أيها المعاكس الغادر ، ما ذنب أهل الفتاة التي رضيت أن تكون حثالة مثلك ، بتدنيس عرضهم وشرفهم وسمعتهم !!
ايها المعاكس لو خيرت بين الموت أو أن ينتهك عرضك ، ماذا كنت تختار ؟! إذاً كيف ترضى لنفسك الوقوع في محارم الله ومحارم الناس ؟!!
ما هو شعورك الذي ينتابك وأنت تعيش في مجتمع خنته وهتكت محارمه وأفسدت نساءه وفتياته ؟!
لم يردعك ضميرك وأن تقوم بتلك المعصية مرّة – مرتين – ثلاث... أم أنك مصر على الهلاك ؟ ليت الأمر يتوقف هنا ، بل هو سقوط يتلو سقوط في دنياك وآخرتك ، قال تعالى ( إن الشيطان لكم عدوٌ فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير )( فاطر: 6)
عليك بالعلاج ، قبل استفحال المرض
لا يختلف علاج المعاكسات عن علاج المعاصي المتعلقة بالشهوة ، لأن المعاكس إنما اتصل وعاكس ليظنّ بنفسه ظنّ السوء بأنه أشبع غريزته الشهوانية أو الحيوانية ، لذا فعلاج المعاكسات يمكن ان نذكره باختصار
* تقوى الله وملازمة أمره واستشعار رقابته في السّر والعلن ، فالتقوى هي السلاح الاقوى في التخلص من أي معصية ، ومراقبة الله تدعوك الى تعظيمه ومخافته ، وأن لا يراك حيث نهاك
اذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل خلوت ولكن قل عليّ رقيبُ
ولا تحسبنّ الله يغفل ساعةً ولا إن ما تخفي عليه يغيبُ
ألم ترَ أن اليوم أسرع ذاهبٌ وأن غداً لناظره قريبُ
* عجل بالتوبة، فالتوبة بابٌ مفتوح ، قد غفل عنه الكثير ، فبادر وكنّ من السباقين لاقتحامه .
* لا تهدر وقتك بشيءٍ لا يفيد . فمثلاً احفظ من كتاب الله ما استطعت . أقرأ كتاباً مفيداً ، اسمع شريطاً تأخذ منه علماً أو فائدة ، اشغل وقت فراغك بزيارة المكتبة ،،، إلتزم حلقات العلم وحافظ على دروس العلماء ، والدعاة ...
* حافظ على أداء الصلاة جماعة ، وأكثر من صيام النوافل ، وقيام الليل قدر استطاعتك فلا يكلف الله نفساً الا وسعها .
* تجنب مجالسة أصحاب السوء من الزملاء والشباب .
* لا تلتفت الى ما يقال عنك بعد توبتك ، واعلم أن من صدق التوبة انزعاج أصحاب السوء الذين كنت لهم خليلاً ، لأنهم علموا أنك على حق وهم على باطل .
* تذكر دائماً أنك لا ترضى ذلك لأختك او ابنتك أو ...
* التفكر في عوقب هذه المعصية ، فكم من شهوة كسرت جاهاً ، ونكست رأساً ، وقبحت ذكراً ، وكم أورثت ذماً ، وأعقبت ذلاً ، وألزمت عاراً ،،، غير أن عين الهوى عمياء.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال