الترية وسلاح أجهزة الإعلام ومواطن الشبهة وإسعاد البنت بالزوج الصالح

الهاتف والانترنت والشاشة كلها سلاح ذو حدين، وقد رأينا تأثيرها على كبار وكبيرات السن فما بالكما بالابنة الصغيرة أو التي شبت عن الطوق ودخلت مرحلة المراهقة؟ لا بد من الملاحظة والمتابعة وحسن التوجيه فإن الأمر خطير وربما جر إلى فساد في الأخلاق والعقائد والدين.

وهذه الأجهزة بمثابة جلساء للفتاة فلننظر ماذا تتلقف منهم الفتاة! بل والله أشد خطرًا من الصديقة للفتاة! فالصديقة تحاورها وتناقشها.

وهذه الأجهزة تلقن وتلقي في القلوب الشبه وفي الحواس الشهوات والفتن، وصدق من نادى الآباء بقوله: «إياكم وإدخال اللصوص إلى بيوتكم فإنهم يسرقون منكم ما هو أغلى من الذهب والفضة! يسلبون الدين والخلق والعفة والحشمة!».

وصدق آخر حينما قال: «إن الأب الذي أهدى الدش إلى أبنائه إنما هو الذي أهدى أبناءه إلى الدش ليربيهم ويوجههم وفق ما يريد!».
وفي إحصاء سريع قام به بعض الإخوة ظهر له أن أكثر من 50% من نزلاء السجون شاهدوا أفلام الغرام والجريمة. فانظر النهاية والبداية وكن فظنًا.

اختيار الزوج الكفء للابنة والمبادرة بتزويجها في سن مبكرة صيانة لها عن الانحراف؛ فإن من أعظم الإحسان إلى البنت إسعادها بزوج صالح.

قال الشعبي: «من زوج ابنته فاسقًا فقد قطع رحمه».
ومن جملة السعي إلى تزويجها: عرضها على الأخيار من الأزواج سواء أكان ذلك بطريق مباشر أو غير مباشر كأن يوحي إلى من يثق فيه بذكر ابنته لذلك الشاب. وقد فعل ذلك أبو بكر وعمر وغيرهما -رضي الله عنهما- وما ذاك إلا حرصًا على بناتهم والرغبة في البحث عن الزوج الصالح، لأنه يعين زوجته على الصلاح والخير.

مع ملاحظة عدم الإسراف في مناسبة الزواج أو جلب المنكرات من موسيقى وغناء فاحش أو رؤية الرجال للنساء في ذلك اليوم؛ وإن خير ما تبدأ به الابنة حياتها الجديدة طاعة رب العالمين ليزيدها توفيقًا وسعادة.

من أعظم أنواع التربية التي تبرأ بها الذمة إبعاد الابنة عن مواطن الشبه والمنكرات، فلا يذهب بها الأب أو الأم إلى الأماكن المختلطة ولا أماكن يعصى الله -عز وجل- فيها من موسيقا أو تبرج أو غير ذلك.

وتحاول الأم قدر المستطاع أن لا يكون السوق الشغل الشاغل لابنتهم بل تعلمها بأن الذهاب إلى أماكن التسوق إنما هو للضرورة، فقد قال r عن الأسواق: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» [رواه مسلم].

وإن ذهبت فبستر وحشمة وعجلة من الأمر، فما عهدنا الفتيات يخرجن من بيوتهن للأسواق إلا في الأزمنة المتأخرة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال