الكتاب والشريط مادة دسمة وذات فوائد شهية فيها من العلم الشرعي ومن أسلوب الخطاب وجمال العبارة الكثير، ويغنيان عن زميلة وصديقة ودعوة يومية، فليحرص الآباء والأمهات على مد الفتاة بكل ما هو مفيد، مع تلمس جوانب النقص فيها ومحاولة جلب الكتب والأشرطة التي تعالج جوانب الخلل لديها.
أيها الأب.. وقتك طويل ولديك ساعات كثيرة بعد نهاية عملك فما نصيب أبنائك منها؟ فإن كنت مفرطًا في حقهم فتدارك ما فات، واجعل لهم النصيب الأكبر، وإن كنت ممن حفظ هذا الوقت وجعله لهم فهنيئًا لك، ولا تغفل أن يكون بيتك ومملكتك الصغيرة واحة إيمانية، تقرأ عليهم فيها من سيرة الرسول (ص)، وتجعل فيها المسابقات الثقافية والإسلامية والعلمية، واجعل لمن حفظ القرآن جوائز قيمة، واحرص على تلمس سيرة الرسول (ص) وحسن تعامله وتواضعه وممازحته للصغار.
وما أحسن قول الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه -- من هم الحياة وخلفاه ذليلا
نما اليتيم من تلق له -- أمًا تخلت وأبًا مشغولا
إشعار البنت بالأبوة والحنان وقد تكون أكثر من الولد حاجة إلى ذلك؛ فعلى الوالدين العناية بالجانب العاطفي للابنة وإشباعه قدر المستطاع.
فقد كان النبي ص يستقبل ابنته فاطمة ويمشي لها وكان إذا رآها رحب بها وقال: «مرحبًا بابنتي»، ثم يجلسها عن يمينه أو شماله [رواه مسلم].
وكان -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخلت عليه فاطمة ابنته قام إليها فأخذ بيدها فقبلها، وأجلسها مجلسه...» [رواه أبو داود والترمذي].
وكان أبو بكر ض يدخل على ابنته أسماء ويقبلها ويسأل عن حالها. قال البراء t: «... فدخلت مع أبي بكر على أهله فإذا عائشة ابنته مضطجعة قد أصابتها حُمي، فرأيت أباها يقبل خدها، وقال: «كيف أنت يا بنية» [رواه البخاري].
وأذكر أن أحد الآباء بكى ليلة زفاف ابنته وقال: لم أجلس معها وهي في بيتي ولم أمنحها وقتًا كافيًا ولم أسمع صوتها وهي تقرأ القرآن، الآن أصبحت لغيري فمتى أسعد بها! وإن رأيتها بعد اليوم فمرة في الأسبوع لمدة دقائق.
فلا تكن أيها الأب وأيتها الأم ممن يتحسرون مثل هذا الرجل. فإن من جمال الدنيا وسعادتها قرب الأب والأم من أبنائهم.
وليت كل أب وأم جعلا جلسة عاطفية مع البنت فيها الدعابة والطرفة والثناء المحق على بعض صفاتها وعلى الأم أن تكثر من ضم ابنتها وتقبيلها بين الحين والآخر بمناسبة وبدون مناسبة فإن لها أثرًا عجيبًا!
التسميات
التربية