برغم أهمية إعداد المعلم في عملية تطوير التعليم فإنه يغلب على إعداده الطابع الشكلي مما أدى إلى معاناة حقيقية لخريج تلك المؤسسات بالشعور بالفجوة بين إعداده الأكاديمي الهش الذي يفتقر في كثير من الأحيان إلى امتلاك أساسيات مادة التخصص – وما يواجهه في حياته العملية من مواقف ومستجدات.
ولكن واقع إعداد معلم اللغة العربية في كليات التربية فيه كثير من السلبيات والمشكلات منها ما يأتي:
1- أخفقت كليات التربية حتى الآن في جذب المتفوقين من الطلاب لشعبة اللغة العربية (27: 62). بل عدم رغبة كثير من الطلاب في دراسة هذا النوع من التخصص، وفي مهنة التعليم ذاتها.
2- يوجد خلل في نظام القبول، مما يتطلب إعادة النظر في الأسس التي يتم بموجبها قبول طلاب شعبة اللغة العربية في كليات التربية. (15).
3- قصور برامج الإعداد الحالية عن تزويد طالب اللغة العربية بمهارات التعلم الذاتي، مما يجعله غير قادر على متابعة التغيرات التي تطرأ عل محتويات المنهج نتيجة للتقدم العلمي والتقني في العصر الحديث.
4- سوء توزيع المواد التربوية على الفرق الدراسية الأربع، وتكثفها في الفرقتين الأخيرتين على النحو الذي تبينه اللائحة الداخلية وخطة الدراسة والامتحان (*) لطلاب اللغة العربية – شعبة التعليم الابتدائي – في كلية التربية في الفيوم، ويبينه الجدول رقم (1) الآتي:
جدول رقم (1)
توزيع ساعات المقررات على الفرق الدراسية الأربع لطلاب اللغة العربية ( شعبة التعليم الابتدائي ) في كلية التربية في الفيوم.
الفرقة
|
ساعات
المقررات
|
النسبة
المئوية (**) للساعات التربوية
|
||
التخصصية
|
التربوية
|
المجموع
|
||
الأولى
|
46
|
6
|
52
|
11.54 %
|
الثانية
|
44
|
14
|
58
|
24.14 %
|
الثالثة
|
33
|
23
|
56
|
41.07 %
|
الرابعة
|
33
|
20
|
53
|
37.74 %
|
المجموع
|
156
|
63
|
219
|
28.77 %
|
كما يدل واقع برامج الإعداد الحالية -في اللائحة الداخلية ذاتها- على أن مجموع ساعات المقررات التخصصية والتربوية التي يدرسها الطالب في قسم اللغة العربية من التعليم الابتدائي في الفرق الدراسية الأربع هو 219 مئتان وتسع عشرة ساعة لا يدرس الطالب منها في النحو والصرف سوى أربع عشرة ساعة فقط بنسبة 6.39%، وهي نسبة ضئيلة جداً.
وقد لاحظ الباحث – من خلال عمله – وجود كثير من الأخطاء المكتوبة المتنوعة كماً، وكيفاً، في كثير من كراسات إجابات هؤلاء الطلاب عن أسئلة بعض الامتحانات في كلية التربية في الفيوم.
كما لاحظ الباحث وجود كثير من الأخطاء المتنوعة كماً وكيفاً في الكتابة (نحواً، و إملاءً، وخطاً) في دفاتر إعداد كثير من طلاب التربية الميدانية المتخصصين في اللغة العربية في التعليم الابتدائي في كلية التربية في الفيوم، في الوقت الذي يشير فيه تقرير قسم اللغات باليونسكو إلى أن ستة آلاف لغة تستعد للقتال، وأن ما آل إليه موقع اللغة العربية بالنسبة للغات يبين تفاقم خطورة عدم إعادة النظر في إعداد معلم اللغة العربية في كليات التربية بصفة خاصة (10: 18-19).
(*) الصادرة بالقرار الوزاري رقم 1045 لسنة 1995م. في 26/7/1995م.
(**) النسبة المئوية للساعات التربوية من المجموع الكلي للساعات التي يدرسها الطالب في كل فرقة.
التسميات
ديداكتيك