سلبيات ومشاكل إعداد المعلم في عملية تطوير التعليم

برغم أهمية إعداد المعلم في عملية تطوير التعليم فإنه يغلب على إعداده الطابع الشكلي مما أدى إلى معاناة حقيقية لخريج تلك المؤسسات بالشعور بالفجوة بين إعداده الأكاديمي الهش الذي يفتقر في كثير من الأحيان إلى امتلاك أساسيات مادة التخصص – وما يواجهه في حياته العملية من مواقف ومستجدات.

وإذا كان معلم اللغة العربية – بصفة خاصة- الركيزة الأساسية في الميدان التعليمي، لأنه يعلم اللغة التي يمر بها يتم تعليم المواد الدراسية الأخرى،  فإن من أساسيات إعداده أكاديمياً أن يكون قادراً على رسم الحروف رسماً صحيحاً، وإلا اضطربت الرموز، واستحالت قراءتها، وأن يكون قادراً على كتابة الكلمات بالطريقة التي اتفق عليها أهل اللغة، وإلا تعذرت ترجمتها إلى مدلولاتها، وأن يكون قادراً على اختيار الكلمات، ووضعها في نظام خاص، وإلا استحال فهم المعاني والأفكار التي تشتمل عليها، ومن ثم تبدو أهمية اللغة، وأنها غير قاصرة على تعلم الهجاء والخط، 
بل تشمل القدرة على التعبير عن المعاني والأفكار تعبيراً منطوقاً أو مكتوبا ً، وتعتبر الكتابة بصفة خاصة هي المرآة التي تظهر فيها كل عناصر القدرة اللغوية لدى الفرد، وهي المقياس الذي لا يخطئ في تحديد القدرات الفكرية واللغوية لأفراده.

ولكن واقع إعداد معلم اللغة العربية في كليات التربية فيه كثير من السلبيات والمشكلات منها ما يأتي:

1- أخفقت كليات التربية حتى الآن في جذب المتفوقين من الطلاب لشعبة اللغة العربية (27: 62). بل عدم رغبة كثير من الطلاب في دراسة هذا النوع من التخصص، وفي مهنة التعليم ذاتها.

2- يوجد خلل في نظام القبول، مما يتطلب إعادة النظر في الأسس التي يتم بموجبها قبول طلاب شعبة اللغة العربية في كليات التربية. (15).

3- قصور برامج الإعداد الحالية عن تزويد طالب اللغة العربية بمهارات التعلم الذاتي، مما يجعله غير قادر على متابعة التغيرات التي تطرأ عل محتويات المنهج نتيجة للتقدم العلمي والتقني في العصر الحديث.

4- سوء توزيع المواد التربوية على الفرق الدراسية الأربع، وتكثفها في الفرقتين الأخيرتين على النحو الذي تبينه اللائحة الداخلية وخطة الدراسة والامتحان (*) لطلاب اللغة العربية – شعبة التعليم الابتدائي – في كلية التربية في الفيوم، ويبينه الجدول رقم (1) الآتي:

جدول رقم (1)
توزيع ساعات المقررات على الفرق الدراسية الأربع لطلاب اللغة العربية ( شعبة التعليم الابتدائي ) في كلية التربية في الفيوم.
الفرقة
ساعات المقررات
النسبة المئوية (**)   للساعات التربوية
التخصصية
التربوية
المجموع
الأولى
46
6
52
11.54 %
الثانية
44
14
58
24.14 %
الثالثة
33
23
56
41.07 %
الرابعة
33
20
53
37.74 %
المجموع
156
63
219
28.77 %

كما يدل واقع برامج الإعداد الحالية -في اللائحة الداخلية ذاتها- على أن مجموع ساعات المقررات التخصصية والتربوية التي يدرسها الطالب في قسم اللغة العربية من التعليم الابتدائي في الفرق الدراسية الأربع هو 219 مئتان وتسع عشرة ساعة لا يدرس الطالب منها في النحو والصرف سوى أربع عشرة ساعة فقط بنسبة 6.39%، وهي نسبة ضئيلة جداً.

كما إنه لا يدرس منها في القراءة التحليلية سوى أربع ساعات فقط بنسبة 1.83% من المجموع الكلي للساعات التخصصية والتربوية، ناهيك عن قواعد الإملاء والخط، حيث لا يوجد مقرر لأي منهما في تلك الخطة الدراسية للمواد المقررة على طلاب اللغة العربية من التعليم الابتدائي في كلية التربية في الفيوم.

وقد لاحظ الباحث – من خلال عمله – وجود كثير من الأخطاء المكتوبة المتنوعة كماً، وكيفاً، في كثير من كراسات إجابات هؤلاء الطلاب عن أسئلة بعض الامتحانات في كلية التربية في الفيوم.

كما لاحظ الباحث وجود كثير من الأخطاء المتنوعة كماً وكيفاً في الكتابة (نحواً، و إملاءً، وخطاً) في دفاتر إعداد كثير من طلاب التربية الميدانية  المتخصصين في اللغة العربية في التعليم الابتدائي في كلية التربية في الفيوم، في الوقت الذي يشير فيه تقرير قسم اللغات باليونسكو إلى أن ستة آلاف لغة تستعد للقتال، وأن ما آل إليه موقع اللغة العربية بالنسبة للغات يبين تفاقم خطورة عدم إعادة النظر في إعداد معلم اللغة العربية في كليات التربية بصفة خاصة (10: 18-19).

(*) الصادرة بالقرار الوزاري رقم 1045 لسنة 1995م. في 26/7/1995م.
(**) النسبة المئوية للساعات التربوية من المجموع الكلي للساعات التي يدرسها الطالب في كل فرقة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال