إذا تزوجت امرأة فيجب عليك أن ترضى بها زوجة لك، إذ لا مفر لك من ذلك، ولن تجني من وراء بغضك لها وكرهك إياها إلا الحسرة والتعاسة والفشل في الحياة.
عن أبي وائل، قال: قال عبد الله: ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس، وأد ما افترض الله عليك تكن أعبد الناس، واجتنب ما حرم الله عليك تكن من أورع الناس. (الزهد لأبي داود) [1] أين نحن من هؤلاء؟
قيل لأبي عثمان النيسابوري: ما أرجى عمل عندك؟
قال: كنت في صبوتي يجتهد أهلي أن أتزوج فآبي. فجاءتني امرأة فقالت: يا أبا عثمان! أسألك بالله أن تتزوجني، فأحضرت أباها، وكان فقيراً فزوّجني منها، وفرح بذلك.
فلما دخلت إليّ رأيتها عوراء، عرجاء مشومة!! قال: وكانت لمحبتها لي تمنعني الخروج فأقعد حفظا لقلبها، ولا أظهر لها من البغض شيئا. فبقيت هكذا خمس عشر حتى ماتت، فما من عملي شيء هو أرجى عندي من حفظي لقلبها.[2]
[1] - الزهد لأبي داود - (ج 1 / ص 143) برقم (131) حسن موقوف وصح مرفوعا وموسوعة خطب المنبر - (ج 1 / ص 1025) والآداب الشرعية - (ج 3 / ص 475).
[2] - صيد الخاطر - (ج 1 / ص 132).
التسميات
زوجية