الأسئلة الموضوعيّة. الأسئلة التجزيئية. الأسئلة الإنشائية والعلاقة بأهدافنا التربوية في نطاق ثقافتنا الوطنية بما لها من خصوصيات في الخطاب

الأسئلة الموضوعيّة، -أو الأسئلة التجزيئية عموما في مقابلة الأسئلة الإنشائية-، لم تستقرّ تقاليدها بعدُ في ثقافتنا التقييمية، ولم تُولِّد مفاهيمَها ومصطلحاتِها في خطابنا التربوي العربيّ عموما، وفي مادّة التربية والتفكير الإسلامي خصوصا، رغم الممارسات الفردية القديمة والكثيرة نسبيّا، والتي لا تسمح لنا بالقول بأننا نملك الممارسة العلميّة لمثل هذا النّوع من الأسئلة، ومازالت تحتاج إلى دراسات نظرية وتطبيقية متنوعة تسبر أغوار السؤال التجزيئي في ذاته: تفهم تقاسيمَه، وتُشذّب غروبه، وتضع مصطلحاتِه، وتطوّر وتُجوّد أشكاله، ثمّ تتناوله من حيث علاقتُه بأهدافنا التربوية في نطاق ثقافتنا الوطنية بما لها من خصوصيات في الخطاب (مميزات الخطاب العربيّ) سعيا إلى "تبيِئَتِه" بكلّ وعي.

ومن حيث علاقته كذلك بكلّ مادّة من موادّنا الدراسية لتبيُّن المجالات التقييمية التي يمكن أن يكون السّؤال التجزيئيّ هو الأجدى لعرضها.

أنواع الأسئلة الموضوعية:
الأسئلة الموضوعية كثيرة، ومتنوعة، ويمكننا في هذه المحاضرة أن نفصل القول في بعضها، ومما يكثر دورانه في الاختبارات.
 
1ـ أسئلة الصواب والخطأ:

مجموعة من الجمل، أو العبارات بعضها متضمن معلومات صحيحة مما درس الطالب في مادة ما، والبعض الآخر متضمن معلومات خاطئة، ثم يطلب من الطالب المختبر الحكم على تلك العبارات فيما إذا كانت صحيحة ، أو خاطئة.

ميزاتها:
من ميزات هذه النوع من الأسئلة أنه يتطلب وقتا طويلا للإجابة عليه ، ومن خلاله يمكن تغطية أكبر قدر ممكن مما درس الطلاب في فصل دراسي، كما أن تصحيحه سهل، ولا يتطلب للإجابة عليها استعمال اللغة، لذا يستوي في أجابتها الطالب السريع التعبير، والبطيء، والقوي في اللغة ، والضعيف.
 
عيوبها:
من عيوبها أن الطلاب الذين لا يعرفون الإجابة الصحيحة لا يترددون في التخمين، كما أنها تدفع الطلاب إلى التركيز على حفظ الحقائق والأرقام والمعلومات، دون أن تنمي فيهم القدرة على الاستنتاج والتحليل.
 
2ـ أسئلة نعم ولا :
في هذا النوع يكون السؤال مباشرا، ويطلب من المختبرين الإجابة عليه بنعم، أو لا.
وهو مشابه لأسئلة الصواب والخطأ، غير أنه يفضل استخدامه مع الطلاب صغار السن (المرحلة الأساسية) حيث يسهل عليهم استيعاب معنى "نعم ولا" أكثر من استيعابهم معنى الصواب والخطأ .
 
3ـ أسئلة الاختيار من متعدد :

يعد هذا النوع من الأسئلة أفضل أنواع الأسئلة الموضوعية، وأكثرها مرونة، إذ يمكن استخدامها لقياس أي من الأهداف السلوكية التي يمكن تقويمها بالاختبارات المقالية، ماعدا الأهداف التي تتطلب مهارة في التعبير الكتابي.

ويتألف سؤال الاختيار من متعدد من جزأين: الجذر أو المقدمة أو المتن الذي يطرح المطلوب من السؤال، ثم قائمة الإجابات، أو البدائل الممكنة للإجابة، والقاعدة العامة أن يكون هناك بديل واحد صحيح، أو يعد أفضل الإجابات، والبدائل الأخرى خطأ.

ويراعى ألا يقل عدد البدائل عن ثلاثة إلى سبعة، وهذه التحديد له أهميته، فإن قلت البدائل عن ثلاثة أصبحت ضمن اختبار الصواب والخطأ، وإذا زادت عن سبعة أربكت الطالب، وأجهدته في البحث عن البديل الصحيح، إضافة لما تحتاجه من وقت طويل عند الإعداد.

ويستحسن في مثل هذا النوع من الأسئلة أن يكون المعلم قد دربهم عليها في الفصل ، وأن تغطي كل ما درسه الطلاب، كما يراعى في المعلم تمكنه من اللغة العربية، حتى يتمكن من صياغة جذر السؤال أو مقدمته أو متنه بطرقة سليمة لا تربك الطالب، ولا توحي له بالإجابة.

إرشادات في كتابة أسئلة الاختيار من متعدد ما يلي:

1ـ التأكد من أن جذر السؤال يطرح مشكلة واضحة ومحددة، وهذا يعني أن الجذر يراعى في صياغته الوضوح بحيث يفهم المختبر مضمونه بسهولة ويسر.

2ـ يفضل أن يحوي الجذر على الجزء الأكبر من السؤال، وأن تكون البدائل قصيرة إلى حد ما.

3ـ أن يقتصر الجذر على المادة اللازمة لجعل المشكلة واضحة ومحددة، لذا ينبغي تجنب حشوه بمعلومات غير ضرورية للإجابة عن السؤال.

4ـ يراعى استخدام مادة فيها جدة في صياغة المشكلات لقياس الفهم، والقدرة على التطبيق، وأن يتجنب واضع الأسئلة قدر الإمكان التركيز على التذكر المباشر لمادة الكتاب المقرر لأنها تغفل قياس القدرة على استخدام المعلومات.

5ـ يجب التأكد من أن واحدا فقط من البدائل هو الذي يؤلف الإجابة الصحية، أو أنه يمثل أفضل إجابة يمكن أن يتفق عليها المصححون.

6ـ التأكد من أن بدائل الإجابة الخطأ ـ التي تستخدم للتمويه ـ تؤلف إجابات معقولة  ظاهريا ومقبولة وجذابة للمختبرين الذين تنقصهم المعرفة، أو لا يمتلكون إلا قليلا منها، ولكي يتحقق ذلك يجب أن تكون البدائل الخطأ متسقة منطقيا مع الجذر، وممثلة لأخطاء شائعة بين الطلاب في مرحلة دراسية معينة.

7ـ التأكد من خلو الفقرة من أي تلميح غير مقصود بالإجابة الصحيحة.

8ـ أن يحاول واضع الأسئلة قدر الإمكان توزيع مواقع البدائل عشوائيا.

9ـ أن يتحاشى نقل جمل نصا وحرفا من الكتاب المقرر لوضعها جذر السؤال، لأن في ذلك تأكيدا على عمومية التدريس بالتلقين، لذلك من المستحسن أن يستخدم واضع الأسئلة لغته الخاصة في صياغة الأسئلة.

10ـ يجب على واضع الأسئلة أن يتأكد من أن كل فقرة تتناول جانبا مهما في المحتوى، وأنها مستقلة بذاتها، ولا تعتبر الإجابة عنها شرطا للإجابة على الفقرة التالية.

4ـ أسئلة تعبئة الفراغ:

هذا النوع من الأسئلة السهلة الاستعمال، وهو يقوم على كتابة عبارات يترك فيها جزء ناقص يتطلب من المختبرين تكملته بالإجابات الصحيحة، وقد يعطى المختبرون مجموعة من البدائل يختار من بينها الكلمة، أو العبارة الناقصة.

وينبغي على المعلم في مثل هذا النوع من الأسئلة أن يغطي من خلالها معظم الموضوعات المقررة التي تمت دراستها، كما يجب مراعاة الدقة في اختيار الألفاظ ووضوح العبارة، بحيث يفهم المختبر المقصود منها تماما دون لبس، أو غموض.

من إيجابيات هذا النوع أنه يغطي جزءا كبيرا من المقرر الدراسي، كما يمكن أن يقس قدرة المختبر على الحفظ والتذكر، ويمكنه من الربط والاستنتاج.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال