لكي يكون المربي قادرا على تنظيم عمل تلاميذه خارج القسـم ينبغي أن يكون مستوعبا الخصوصيـات المميزة لمادة تدريسه مدركا طبيعة العمــل الذي يقوم به التلاميــذ خارج القسم واعيــا بالأهـداف المراد تحقيقهـا من خلاله متصورا الحدود الممكن للتلاميـذ بلوغها في إنجاز ما كلفهــم به من عمل مستحضرا جملـة الصعوبات التـي قد تعتــرض سبيلهم والمحاذيـر التي تكتنف نشاطهم.
ومن ثم فمن لم لم يستوعب الخصوصيات المميزة لمادة تدريسه يتعــذر عليه أن يكون موفقا في تنظيم أعمال تلاميذه خارج القسم، وقل مثل ذلك في قدرته على حسن استثمارها.
أما إدراكه طبيعة العمل الذي يقوم به تلاميذه خارج القسم فلأن تنظيم الأعمال التمهيدية المسبقة يختلف جذريا عن تنظيم الأعمال التطبيقية اللاحقة، ولأن استثمار تلك لا يتم بنفس الأسلوب الذي تستثمر به هذه.
وأما وعيه بالأهداف المراد تحقيقها من عمل التلميذ خارج القسم واستحضار الأبعاد المعرفيـة والتربوية الواجب مراعاتهـا والحدود الواجب الاكتفـاء بها و الوقـوف عندها فلكي لا يكون تكليف التلاميذ بعمـل خارج القسم مجرد وسيلة ضغـط لحملهم على الاهتمـام بالمـادة ولا لمجـــرد الجـري على نسـق ما هو معمـول به في مــواد أخــرى قد تختلـف في طبيعتهـا ومناهجها وطرق تدريسها عن مادة تدريسه.
ثم لأن الأهداف المرادة من الأعمال التمهيدية المسبقة تختلف عن الأهداف المرادة من التمارين المنزلية والأعمال التطبيقية اللاحقة.
وعلى العموم فلا يتسـع المجـال في هذا البحث القصيـر لتفصيـل الأهـداف المــرادة من عمل التلميذ خارج القسم والخاصة بكل مادة ولا لاستعراض أهداف الأعمال التحضيرية والتمهيدية وأهداف الأعمال التطبيقية والتمارين المنزلية كل على حدة مما يقتضي من الإطالة والإسهاب في استعراض الجزئيات والتفاصيل الدقيقة مما لا يتفق مع طبيعة هذا العرض المحدود في مضمونه وفي الوقت المخصص لإلقائه.
التسميات
ديداكتيك