دور الدولة وشركائها في تفعيل التربية على المواطنة على صعيد البنية الفيزيقية والقانونية والبيداغوجية للمدرسة

إن دور الدولة، ممثلة في القطاع الحكومي المعني، لا يتوقف عند الإقرار بالتربية على المواطنة، بل إن هذا الدور يتعدى ذلك إلى مهام أخرى يمكن تلخيصها في تهييئ البنية الفيزيقية والبيداغوجية المدرسية لتصبح قادرة على تيسير هذه التربية، ومن بين هذه المهام:

على صعيد البنية الفيزيقية و القانونية للمدرسة:
- مواصلة الاهتمام بجمالية المدرسة وتحسين فضاءاتها.
- التدرج في تجديد الأثاث المكاني للأقسام (الفصول، الصفوف) في معظم مؤسسات التربية والتعليم المدرسية الحالية بما يجعله مرنا، متحركا، مع الحرص على أن يكون هذا الأثاث كلما تعلق الأمر ببناية مدرسية محدثة يتصف بهذه المرونة، وذلك للحد من ظاهرة جلوس التلامذة الواحد خلف الآخر، حيث كل واحد يستمر في النظر إلى قفا زميله و الجميع إلى المدرس طيلة العمر الدراسي، الأمر الذي يتنافى بالتمام مع كفايات التربية على المواطنة وحقوق الإنسان التي تتطلب أن ينتظم المتمدرسون، سواء في إطار حصص نظامية أو غير نظامية، إما في شكل دائرة أو دوائر أو نصف دائرة أو في شكل حرف U.
- إغلاق ما يسمى داخل مدارسنا بمستودعات اللوازم البيداغوجية و غيرها من المعينات، و نقل هذه اللوازم إلى أمكنتها الطبيعية ألا وهي حجرات الدراسة التي من المفروض أن تكون بمثابة المشاغل الميدانية، مع تحويل الصالح من تلك المستودعات إلى فضاءات لأنشطة مغايرة غالبا ما تشتد الحاجة اليومية إليها.
- الاعتراف بالشخصية القانونية للطفل، وذلك عن طريق تكييف القوانين والمذكرات التربوية الداخلية مع مقتضيات كل من القانون الجنائي المتعلق بالأحداث و بمصلحتهم الفضلى ومدونة الأسرة اللذين يعترفان للطفل، متى بلغ  سن 18 سنة، بالرشد، وهو ما يتطلب الكف عن مواصلة مطالبة هذه الفئة من متمدرسينا ومتمدرساتنا بإحضار أولياء أمرهم إثر كل شبهة تسجل ضدهم.

على صعيد البنية البيداغوجية للمدرسة:
- إعداد مؤطرين، مضاعفين، في مجال البيداغوجيات الحديثة، وخاصة منها البيداغوجيات ذات الصلة بالأنشطة التفاعلية التي بدون إشاعتها لن تعني التربية على المواطنة لدى المستهدفين بها سوى خطابا من جملة الخطابات المرتبطة بالاجتهاد في حفظها لأغراض تتعلق باجتياز الامتحانات ذات الصلة بنجاح.
- تكثيف الدورات التدريبية ، خلال آماد مدروسة و معقولة، لفائدة مختلف هيئات التفتيش والتدريس والإدارات التربوية، على تلك البيداغوجيات وتقنياتها المفيدة في التربية على المواطنة وغيرها من التربيات القيمية.
- باستثناء الأحاديث المعرفية الأكاديمية القصيرة، ذات الصلة بالأبعاد الثلاثة للمواطنة (البعد القيمي الإنساني، البعد التاريخي والبعد القانوني والسياسي)، استبعاد كل أشكال المحاضرات وغيرها أشكال الخطاب الإلقائي، وبدل ذلك الحرص على أن يتم الاعتماد في هذه الدورات التدريبية على نفس تلك التقنيات المنهجية التي يكون من المطلوب من المدرسين وغيرهم من المنشطين أن يبدعوا في ابتكار ما يحاكيها ويغنيها...
أحدث أقدم

نموذج الاتصال