الأسئلة التباعدية والأسئلة المعلومة الموظفة بشكل يومي ودورها في تفعيل التربية على المواطنة

إن المقصود، هنا، هو غير تلك الأسئلة المعلومة الموظفة بشكل يومي من قبل المكونين أو المدرسين والتي تلقى إما بغرض مراقبة القسم أو تكون بغرض اختبار المعرفة فتأتي طلباتها مغلقة لا تتوقع سوى إجابة صحيحة واحدة، بل المقصود هو، بالضبط، تلك الأسئلة المفتوحة التباعدية المقترنة بالعلم القائم على المشاركة و التي تشجع الأطفال الصغار، أو التلامذة أو الطلبة أو المتدربين الكبار، على تحليل و تركيب و تقييم المعلومات.
إنها الأسئلة التي لا تنتظر من مجموعة القسم أو من المشاركين في حلقة تكوين إجابات بنعم أو لا، وإنما تتوخى تسهيل وتنشيط عملية تبادل مفتوح للأفكار في نفس الوقت الذي يتعلم فيه هؤلاء المستفيدون بطريقة نشيطة.
ومن أمثلة ذلك:

- الأسئلة الافتراضية:
من قبيل: "ماذا يمكنك أن تفعل.../ تعتقد أن... "والتي تساعد المشاركين على تصور الوضعيات وتنشط ردود الفعل.

- الأسئلة الباعثة على التأمل:
من نوع: "كيف يمكننا المساعدة على حل هذه المشكلة؟".

- أسئلة التشجيع والدعم:
كمثل: "هذا مهم، لكن، وبعد؟" والتي تعين على إبراز التجربة الشخصية للمستهدفين ووجهات نظرهم.

- أسئلة تفحص الآراء:
كما هو الحال في: "ما هو رأيك... أو، ما هو شعورك تجاه...؟ "، وهي أسئلة تدل أعضاء المجموعة على أن لآرائهم أهميتها اللائقة بها لدى المكون / المدرس / المنشط.

- أسئلة تدقيق النظر:
ومنها: "لماذا تعتقد ذلك؟" وهي، كلما طرحت بدون عنف، تساعد أفراد المجموعة على تعميق رد الفعل و تفحصه، وعلى تحليل الرأي والبرهنة عليه.

- أسئلة التلخيص الاستيضاحية:
من قبيل: "هل أنا على حق حين أقول بأنكم ترون بأن...؟"، بحيث من مزايا تلخيص المدرس أو المسهل لما قاله أحد المشاركين وإبدائه الرأي الرغبة في التحقق من مدى فهمه لذلك القول، أنه يحفز الآخرين على التساؤل حول ما إذا كانوا يتفقون على ما يتم قوله.

- أسئلة تعيين نوع الاتفاق على نقطة معينة:
من قبيل: "هل أغلبنا متفق حول سبب...؟" وهو الذي يمكن أن يثير مناقشة أو تدخلا في النهاية.
أو من قبيل: "ألا نكون بذلك قد أنهينا هذا الجزء؟"، والذي يستخدم لتسهيل القبول بالانتقال إلى الموضوع الموالي.
وإلى ذلك، فإن هذه الأسئلة توظف كذلك من أجل إثارة الاهتمام، أو من أجل تحديد المستوى المعرفي للمشاركين أو لرصد تجربتهم السابقة بخصوص موضوع معين، كما أنه كلما تذكر المنشط (المكون / المدرس / المسهل) الفائدة الكبرى من هزة من رأسه أو من ابتسامة منه بالمناسبة، ومن مجرد جلوسه في نفس مستوى المجموعة، مع الحرص على تجنب طرح الأسئلة الإيحائية الموجهة لاقتراح الإجابة أو الأسئلة المفخخة، وعلى تفادي إلقاء الكثير من الأسئلة في نفس الوقت، أو وضع الأسئلة الغامضة أو الملتبسة... كلما أمكنه استثارة واستحصال أجود الأجوبة وأغنى الاستجابات.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال