مملكة آل الأسد والنهاية الحتمية: أربعة عقود من القمع والتخويف لم تصنع شعبا مطيعا

ماذا حصل بالفعل يوم الاثنين في مدينة جسر الشاغور؟ كيف قتل حقا 120 من رجال قوات الامن السوريين؟ هل، كما تدعي دمشق، قتلوا بكمين فتاك اعدته 'عصابات مسلحة تحظى بدعم من دولة اجنبية'؟ أم ربما يدور الحديث عن مواجهة عنيفة بين الجيش السوري والفارين؟
اذا كانت صحيحة التقارير عن الفارين، الذين يأتون من عناصر المعارضة في سورية، فان الاسد في مشكلة. اذا اضفنا تدفق اللاجئين الفلسطينيين الى تركيا، تصريحات اردوغان ضد الاسد والمساعي الفرنسية البريطانية في مجلس الامن لاتخاذ قرار الشجب رغم الاعتراض الروسي فستفهمون لماذا كفيلة 41 سنة لعائلة الاسد في سورية بان تنتهي. 
فرار. شبكة 'الجزيرة' عرضت على العالم ملازما شابا يدعى عبد الرزاق طلاس، روى بانه انضم الى الجيش كي يدافع عن الشعب السوري ضد اسرائيل وليس كي يشارك في الجرائم التي شهدها في مدينة درعا. لهذا السبب فر.
وحسب التقارير من سورية، فان افرادا من الشعب والجنود السوريين السُنة، الذين يتقاضون 10 دولارات في الشهر، رفضوا المشاركة في قمع سكان جسر الشاغور. لهذا السبب صفوا. الفرار من الجيش يمكنه بالتأكيد أن يكون محطما للتوازن في القصة السورية. 
جسر الشغور. المدينة التي في الشمال الغربي لسورية، والتي تقع على الطريق الواصل بين مدينة اللاذقية وبين مدينة حلب الثانية في حجمها، لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الحدود التركية. ولهذا يجتهد الحكم لقمع الاضطرابات. دمشق تخشى من فقدان السيطرة الاقليمية (مثلما في ليبيا)، وبالتأكيد في المكان الكفيل بان يتمتع بإسناد من خلف الحدود.
تركيا. للاسد كان صديق طيب في الشرق الاوسط، رئيس الوزراء التركي اردوغان. الجار اردوغان يخشى ربما من الاحداث في سورية، ولكنه ربما يفهم بان السد في المجتمع السوري قد اخترق. وعليه فانه لا يغلق الحدود، حاليا، بل انه ينتقد الاسد. اردوغان يغمز للشارع العربي. وهذا لا يمكنه أن يضر بتطلعاته 'العثمانية'.
العالم: اوروبا، بالضبط مثلما في ليبيا، هي المتصدرة. واشنطن تقف في الظل وموسكو تهدد بالفيتو. للفيتو الروسي ستكون قوة اشد من شجب مجلس الامن. ولكن بريطانيا وفرنسا تتوجهان نحو الخطوة. فمثلما ليس لاردوغان بديل ليس لهما هما ايضا بديل: فالاسد اجتاز الحدود. بل انه اجتاز حدودنا ايضا.
اسرائيل اليوم 9/6/2011
أحدث أقدم

نموذج الاتصال