أثر التوريق على سوق السندات: تجارب دولية في التوريق مع التطبيق على مصر

أثر التوريق على سوق السندات:

مقدمة:

يعد التوريق أحد أهم التطورات التي حدثت في سوق السندات خلال العقود الأخيرة، حيث ساهم في توسيع قاعدة التمويل المتاحة للشركات والحكومات، وتحسين كفاءة السوق.

ويمكن تعريف التوريق على أنه عملية تحويل الأصول المالية إلى أوراق مالية قابلة للتداول، حيث يتم تقسيم الأصول إلى شرائح ذات مخاطر مختلفة، ثم يتم إصدار سندات قابلة للتداول ترتبط بكل شريحة.

تجارب دولية في التوريق:

تستخدم العديد من الدول التوريق لتمويل الاستثمارات العامة والمشاريع الخاصة، ومن أهم الدول التي تستخدم التوريق:
  • الولايات المتحدة الأمريكية: تعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول استخدامًا للتوريق، حيث يتم إصدار حوالي 100 مليار دولار من السندات الموروطة كل عام.
  • المملكة المتحدة: تعد المملكة المتحدة من الدول الرائدة في استخدام التوريق في أوروبا، حيث يتم إصدار حوالي 50 مليار دولار من السندات الموروطة كل عام.
  • اليابان: تعد اليابان من الدول التي تستخدم التوريق لتمويل مشاريع البنية التحتية، حيث يتم إصدار حوالي 30 مليار دولار من السندات الموروطة كل عام.

أثر التوريق على سوق السندات:

يمكن تلخيص أثر التوريق على سوق السندات في النقاط التالية:
  • توسيع قاعدة التمويل المتاحة: يساهم التوريق في توسيع قاعدة التمويل المتاحة للشركات والحكومات، حيث يوفر لهم وسيلة جديدة لجمع الأموال من المستثمرين.
  • تحسين كفاءة السوق: يساهم التوريق في تحسين كفاءة سوق السندات، حيث يوفر للمستثمرين مجموعة متنوعة من الخيارات الاستثمارية، ويساعد على تحسين سيولة السوق.
  • خفض تكلفة التمويل: يمكن أن يؤدي التوريق إلى خفض تكلفة التمويل للشركات والحكومات، وذلك بسبب انخفاض المخاطرة المرتبطة بالسندات الموروطة.

تطبيق على مصر:

بدأت مصر في استخدام التوريق في عام 2007، حيث أصدرت الحكومة المصرية سندات مرهونة بإيرادات فواتير الكهرباء.

ومنذ ذلك الحين، أصدرت الحكومة المصرية العديد من السندات الموروطة، بما في ذلك سندات مرهونة بإيرادات فواتير المياه والغاز، وسندات مرهونة بإيرادات الرسوم الجمركية.

ويساهم التوريق في توسيع قاعدة التمويل المتاحة للحكومة المصرية، حيث يساعدها على جمع الأموال من المستثمرين المحليين والدوليين.
كما يساهم التوريق في تحسين كفاءة سوق السندات في مصر، حيث يوفر للمستثمرين مجموعة متنوعة من الخيارات الاستثمارية.

التحديات التي تواجه استخدام التوريق في مصر:

وفيما يلي بعض التحديات التي تواجه استخدام التوريق في مصر:
  • ضعف الوعي بمفهوم التوريق: لا يزال هناك ضعف في الوعي بمفهوم التوريق لدى المستثمرين في مصر، مما قد يؤدي إلى عزوف المستثمرين عن الاستثمار في السندات الموروطة.
  • نقص الخبرة المؤسسية: تعاني مصر من نقص الخبرة المؤسسية في إدارة عمليات التوريق، مما قد يؤدي إلى تأخير عمليات التوريق أو عدم نجاحها.

التوصيات:

لتعزيز استخدام التوريق في مصر، يمكن العمل على تنفيذ التوصيات التالية:
  • زيادة الوعي بمفهوم التوريق: يمكن زيادة الوعي بمفهوم التوريق من خلال حملات التوعية ونشر المعلومات عن التوريق.
  • تطوير الخبرة المؤسسية: يمكن تطوير الخبرة المؤسسية في إدارة عمليات التوريق من خلال التدريب وبناء القدرات المؤسسية.
  • توفير الدعم الحكومي: يمكن توفير الدعم الحكومي لعمليات التوريق من خلال توفير الضمانات الحكومية أو الشراء المباشر للسندات الموروطة.
وتهدف هذه التوصيات إلى إزالة التحديات التي تواجه استخدام التوريق في مصر، وتعزيز دور هذه السندات في تمويل التنمية الاقتصادية.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال