مثول أبي زيد السروجي أمام القضاء في مقامات الحريري.. معلم الصبيان في الكتاتيب الذي يعدل في حكمه بين كتاب الإنشاء وكتاب الحساب

مثول أبي زيد السروجي أمام القضاء في مقامات الحريري:

يلاحظ أن "الحريري" قد أكثر من المقامات التي مَثُل فيها البطل "أبو زيد السروجي" أمام القضاء.

مخاصمة زوجته:

وتارة نجد خصمه زوجته حين ادعت أنه قد باع أثاثها المنزلي للقضاء على ديونه الكثيرة، أو يدّعي عليها "أبو زيد السروجي" النشوز، ويصلح القاضي بينهما بالدينارين، وتارة أخرى يكون خصمه ابنه حين مثلا أمام القاضي في الميل والإبرة، أو أن ولده سرق شعره، أو ينسب إليه العقوق.

وبعد ما مثل أفراد أسرته أمام القاضي يتقدم "أبو زيد السروجي" بخصم آخر يدّعي عليه أنه اعتدى على ابنه.

معلّم الصبيان في الكتاتيب:

والخير موجود في  "أبي زيد السروجي" إذ كان معلّم الصبيان في الكتاتيب، ويعظ الناس معرّضًا بالأمير وينهاه عن الظلم، أو يعظهم وقت الجنائز ويعظ الحجاج في طريقهم إلى الديار المقدسة، ويبصّرهم بالمناسك تطبيقًا عمليًّا إذ حجّ ذلك العام ماشيًا، ويفتي الناس في المسائل الفقهية العويصة، ويحل الأوجه النحوية المحتملة، ويلغز في بعض مسائلها، ويشارك في الحلقات العلمية بمساجد "المغرب"، ويعدل في حكمه بين كتاب الإنشاء وكتاب الحساب، حيث بيّن لكلٍّ من الفريقين ما له وما عليه.

وفـي نهاية المطاف يعلن توبته، ويلازم المسجد، ويؤم الناس في صلواتهم.
وقد كشفت شخصية البطل "أبي زيد السروجي" عن جوانب نفسية مختلفة.

وكان تفوّقه على بطل "الهمذاني" "أبي الفتح الإسكندري" في جلاء هذا الجانب أمام القارئ، وإن كان البطلان ينتميان إلى بيئة دنيا، ويرسمان من خلال الحيل عادات تلك البيئة وتقاليدها.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال