نظرية المعرفة.. تمييز أرسطو بين الإدراك الحسي والمعرفة العلمية. المسلمات والمبادئ الكبرى تدرك بالحدس أي أول المقدمات

نظرية المعرفة:
- الكلي يستخرج من عالم الحس بالتجريد ولا يكون مفارقاً له كما عند أفلاطون.

- العلم عند أرسطو هو المعرفة البرهانية، والمعرفة البرهانية دائماً معرفة من خلال وسائط، فهي معرفة النتائج من خلال المقدمات.

- البرهان عنده: تحديد لطبيعة الرابط الذي يربط بين الحقيقة التي نسميها بالنتيجة والحقائق الأخرى التي نسميها بمقدمات الاستدلال.
فالعلم هو تحديد لعلة هذه الأشياء، وهذا ما يعنيه المبدأ الأرسطي "أن معرفة العلم هي معرفة الأشياء من خلال عللها".

- يميز أرسطو بين الإدراك الحسي والمعرفة العلمية، فالإدراك الحسي عنده لا يقدم لنا حقيقة علمية، إنما يظهر لنا الوقائع.
المعرفة الحسية معرفة مباشرة دائماً، لذلك هي غير علمية على الإطلاق.
والاستقراء لا يخرج برهاناً علمياً.
 
- "ويمكن اختزال الأسئلة التي يمكن أن تثار في ميدان العلم، في رأي أرسطو، إلى أربعة رؤوس:
1- هل يوجد هذا الشيء؟
2- هل يحدث هذا الحدث؟
3- وإذا كان الشيء موجوداً، فما هو على وجه التحديد؟
4- وإذا كان الحدث يحدث، فلماذا يحدث؟

ولا يكتمل العلم إلا إذا انتقل من السؤالين الأولين إلى السؤالين الأخيرين، لأن العلم ليس أمر إعداد قائمة بالأشياء والأحداث، وإنما طبيعة بحث في "الماهية الحقيقية" وفي خصائص الأشياء وفي قوانين الترابط بين الأحداث".

وبناءً على ما تقدم، تكون للعلم عناصر ثلاثة:
1- فئة محددة من الموضوعات تكون هي مادة بحوثه.
2- عدد من المبادئ والمسلمات والبديهيات، التي ينبغي أن تبدأ منها عمليات البرهنة.
3- خصائص معينة للموضوعات التي يدرسها العلم والتي يمكن بيان أنها تنتج عن تعريفاتنا الابتدائية .
 
- المسلمات والمبادئ الكبرى لدى أرسطو تدرك بالحدس، أي أول المقدمات، لكن الطريق إليها يأتي من التجربة بالاستقراء.

فالمبادئ العليا لا تسمح بالبرهنة عليها ولا تتطلب البرهنة عليها، والاستقراء يجعلنا نركز انتباهنا على المبدأ لا البرهنة عليه.
وهكذا يكون أرسطو لا أفلاطونيا ولا تجريبياً.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال