يتفق صلاح عبد الصبور وعبد المعطي حجازي مع ما ذهب إليه الحيدري فيرى الأول أن الحداثة ليست في استخدام التفعيلة أو الرمز والأسطورة.
كما أنها ليست مجرد مضمون جديد، لكنها استخدام لهذه الأدوات كلها من خلال رؤية حديثة وموقف من العالم.
ويرى الثاني أن الشكل ليس مقياساً كافياً للحداثة، ويرفض تقسيم الوزن إلى قديم وجديد، ذلك أن الوزن وغيره من الأدوات القديمة والحديثة مجرد أدوات لا تجعل من نص شعري حديثاً أو قديماً، إذ يمكن أن يستعمل الشاعر وزناً جديداً أو لا يستعمل على الإطلاق إلا أنه يبقى تقليدياً.
الشاعر إذاً عصري لأنه يستخدم الأدوات الشعرية استخداماً عصرياً، كل أدوات الشعر بما في ذلك الأدوات الجديدة أو الأدوات التقليدية، الأدوات التي نستعملها أو الأدوات التي يمكن أن نستحدثها وهي ليست موجودة.
المقياس إذاً ليس في الأدوات ولا في الموضوع ذاته بل في كيفية توظيفهما فنياً بطريقة معاصرة.
والمعاصرة عند حجازي بهذا ليست شكلية وإنما جوهرية.
إنها وعي جديد بالأشياء والأدوات والحياة وكيفية تناول ذلك بحسب متطلبات العصر.
إن الشاعر عصري لا لأنه ينقل العصر في قصيدته ولكن لأنه ينشئ في قصيدته تصوراً جديداً، يقدم لنا من خلال القصيدة تصوراً يتناسب مع كونه في هذا العصر.
التسميات
دراسات شعرية