إذا كان عبد الوهاب البياتي يرى أن التجديد يمس الشكل والمضمون معاً باعتباره الحداثة عنده فإن بلند الحيدري يرى أن الحداثة شكل ومضمون معاً فيقول: أما الذين يذهبون إلى تحديد الحداثة باسم الشكل فقط فهم مخطئون لأن الحداثة مضمون أيضاً والعكس وارد أيضاً.
وعلى هذا فأنا لا أعتقد بأن نازك الملائكة أكثر حداثة من الجواهري في الكثير من أعمالها.
فهو ينتقد أولئك الذين اندفعوا إلى تجديد الأشكال ظناً منهم أن الحداثة مجرد شكل في الفراغ.
إن الحداثة ليست مجرد انتقال من البحر إلى التفعيلة أو من البيت إلى السطر والتحرر من القافية الموحدة.
الحداثة موقف من أحداث العصر ورؤية جديدة للعالم شكلاً ومضموناً.
كما أن الاهتمام بالمضمون بدعوى مواكبة العصر ليس مقياساً للحداثة إذ قد يتناول النص موضوعاً جديداً في شكل تقليدي.
التسميات
دراسات شعرية