المنهج الفني لتصوير أبي الفتح الإسكندري بطل مقامات بديع الزمان الهمذاني

المنهج الفني لتصوير أبي الفتح الإسكندري:

يؤخذ على "الهمذاني" أنه لم يستطع أن يقدّم "أبا الفتح الإسكندري" في إطار المنهج الفني الذي يصوره كنموذج إنساني ينمو مع الأحداث.

نموذج إنساني ينمو مع الأحداث:

فقد ظهر "الإسكندري" في المقامة الأولى "القريضية" كهلاً كما قال على لسان الراوي "عيسى بن هشام": «فَقُلْتُ: الإِسْكَنْدَرِيُّ وَاللهِ، فَقَدْ فَارَقَنَا خِشْفًا، وَوَافَانَا جِلْفًا...».
وفي المقامة الثالثة "البلخية" يقول "عيسى بن هشام": «دَخَلَ عَلَيَّ شَابٌّ فِي زَيٍّ مِلْءِ الْعَيْنِ...».

وفي "المقامة الجرجانية"، وهي التاسعة في الترتيب، يقول على لسان الراوي "عيسى بن هشام" في وصفه: «إِذْ وَقَفَ عَلَيْنَا رَجُلٌ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْمُمْتَدِّ، وَلاَ الْقَصِيرِ الْمُتَرَدِّدِ، كَثُّ الْعُثْنُونِ...».
وكان الأولى به أن يستمر في رسم البعد الجسمي للبطل في هذه الأدوار.

عرض واقعي للمجتمع في المقامات:

ولذلك قال "الدكتور محمد غنيمي هلال": «وقد قصد "البديع" إلى عرض جانب واقعي لمجتمعه في مقاماته، ولكنه لم يلتزم منهجًا فنّيًّا لتصوير نموذجه، وتطويره فمثلاً يبدأ مقاماته بـ"المقامة القريضية"، وقد بدا فيها "أبو الفتح" هرمًا متغضن الوجه بعد الشباب ثم بعد ذلك نراه شابًّا، وكهلاً، في مغامرات ليس فيها نوع من التطوير الذي يدل على ضرب من النضج الفني على نحو ما سنرى عند "الحريري"».
أحدث أقدم

نموذج الاتصال