تحليل مكونات شخصية أبو الفتح الإسكندري: ذكاء وفكاهة تحت قناع الشحاذة ورمز للبقاء والانتقام والتسلية

تحليل شخصية البطل أبو الفتح الإسكندري:

الشخصية المُركبة:

يُقدم لنا الكاتب "بديع الزمان الهمذاني" في مقاماته صورة مُركبة للبطل "أبو الفتح الإسكندري"، حيث يظهر في تنوعات وتناقضات تُضفي على شخصيته ثراءً فريدًا.

الجانب المُظلم:

  • الشحاذة: يلجأ "أبو الفتح" إلى الشحاذة كوسيلة للبقاء، مستخدمًا فصاحته لإثارة شفقة الناس.
  • القرّاد: يتنكر في بعض الأحيان كقرّاد يرقص قرده لجمع المال من الجماهير.
  • الدجال: يظهر أحيانًا كطبيب شعبي يعرض أدوية مشكوك في أمرها على العامة.
  • المخادع: يلجأ إلى الحيل والخداع لكسب المال، كما في واقعة "المقامة المضيرية".

الجانب المشرق:

  • الذكاء والفصاحة: يتمتع "أبو الفتح" بذكاء حاد وفصاحة لسان تُمكنه من التلاعب بالألفاظ وإقناع من حوله.
  • الشجاعة: يُظهر شجاعة في بعض المواقف، مثل مناظرة رئيس المعتزلة.
  • التمسك بالدين: يظهر إيمانه بدينه في بعض المواقف، مثل هروبه من بلاد الكفر.
  • النكتة والهزل: يتمتع "أبو الفتح" بروح الدعابة والنكتة، مما يُضفي على المقامات طابعًا خفيفًا.

الدوافع وراء أفعاله:

  • البقاء: تُعدّ الحاجة إلى البقاء الدافع الأساسي وراء معظم تصرفات "أبو الفتح"، حيث يضطر إلى اللجوء إلى أساليب غير مشروعة أحيانًا لتأمين قوت يومه.
  • الانتقام: قد تكون الرغبة في الانتقام دافعًا لبعض تصرفات "أبو الفتح"، كما في واقعة "المقامة الدينارية".
  • التسلية: قد يلجأ "أبو الفتح" إلى بعض الحيل والمخادعات بهدف التسلية وإثارة الضحك.

تأثيره على القارئ:

  • التعاطف: على الرغم من تصرفاته المُشينة أحيانًا، إلا أن "أبو الفتح" يُثير تعاطف القارئ لذكائه وفكاهته وظروفه الصعبة.
  • الضحك: تُضفي حيل "أبو الفتح" ونكاته طابعًا فكاهيًا على المقامات، مما يُسلي القارئ ويُمتعه.
  • التأمل: تدفعنا تصرفات "أبو الفتح" إلى التأمل في قضايا اجتماعية واقتصادية مثل الفقر والبطالة وانعدام الأمن.

خاتمة:

يُعدّ "أبو الفتح الإسكندري" شخصية أدبية فريدة من نوعها، حيث يجمع بين الصفات الإيجابية والسلبية بطريقة مُقنعة. وتُساهم تنوعات شخصيته وتناقضاتها في جعل المقامات عملًا أدبيًا غنيًا وممتعًا.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال