يجبُ الإدغامُ في الحرفين المتجانسين إذا كانا في كلمة واحدة، سواءٌ أكانا متحرّكين: كمَرَّ ويمُرُّ (وأصلُهما: مَرَر ويمرُرُ)، أم كان الحرف الأول ساكناً والثاني متحركاً: كمد وعَض (وأصلهما: مَدْدٌ وعَضْضٌ).
وأما قول الشاعر: "الحمدُ لله العلي الأجلَلِ" فمن الضّرورات الشعريَّة، والقياسُ (الأجَلّ).
ثم إن كان الحرفُ الأول من المثْلين ساكناً، أدغمتَه في الثاني بلا تغيير. كشَد وصَدٍّ (وأصلهما: شَدْد وصَدْدٌ).
وإن كان متحركاً طرحتَ حركتهُ وأدغمتهُ" إن كان ما قبلهُ متحركاً أو مسبوقاً بحرفِ مدٍّ، كرد ورادٍّ. (وأصلُهما: رَدَد ورادِدٌ).
أما إن كان ما قبله ساكناً فتنقَلُ حركته إليه: كيرُدُّ (وأصلُه :يُرْدُد).
ويجب إدغام المِثلين المُتجاورين الساكنِ أولُهُما، إذا كانا في كلمتين، كما كانا في كلمة واحدة، مثلث: "سَكَتُّ، وسكنَّا وعَنَّى وعَلَيَّ، واكتُبْ بالقلم، وقلْ له، واستغفرْ رَبَّك".
غيرَ أنه إن كان ثاني المثلين ضميراً، وجب الإدغامُ لفظاً وخطًّا، وإن كان غير ضمير وجب الإدغامُ لفظاً لا خطًّا، كما رأيت.
وشذَّ فكُّ الإدغام الواجبِ في ألفاظٍ لا يُقاسُ عليها، مثلُ: "ألِلَ السقاء والأسنانُ": (إذا تغيَّرت رائحتُهما وفسَدتْ)، ودببَ الإنسانُ: (إذا نَبت الشَّعرُ في جبينه) وضضبِبتِ الأرض: (إذا كثُرَت ضبابُها)، وقَطِط الشَّعر: (إذا كان قصيراً جَعْداً).
ويقال قَطَّ بالإدغام أيضاً، ولَحِحت العين: (إذا لَصقتْ أجفانُها بالرمصِ) ولخَختْ) إذا كثُر دَمعُها وغلُظتْ أجفانُها، ويقال: لحَّت ولَخَّت بالإدغام أيضاً، ومَشَشتِ الدابةُ: (إذا ظهرَ في وظيفها المَششُ)، وعَزُزتِ الناقةُ: (إذا ضاق مجرى لبنها).
وشذَّ في الأسماءِ قولُهم: "رجلٌ ضففُ الحال، (أي: ضيّقُها) وشديدُها، ويقولُ: (ضَفُّ الحالِ بالإدغام أيضاً)، وطعامٌ قَضيضٌ أي: "فيه حصًى صغارٌ أو تراب.
ويقال: قضٌ بالإدغام أيضاً وقَضِضٌ بالتحريكِ.
وهذا يُمْنعُ فيه الإدغامُ، لأنه اسمٌ على وزنِ "فعلٍ" كما ستعلم.
التسميات
نحو