أحكام وأوجه استعمال (من).. استفهام. جزاء. موصولة. موصوفة. محمولة على التأويل في التثنية والجمع والتأنيث. موسومة بعلامة نكرة. منقولة من أجل أم

من ولها سبعة أوجه:
1- استفهام نحو قولك: من عندك فتقول مجيبا زيد أو عمرو وهي نظير ما إلا أنها لمن يعقل خاصة و ما للأجناس كائنا ما كانت ومن ذلك قوله تعالى: {يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا} (52) سورة يــس، فخرجه مخرج الاستفهام ومعناه التنبيه على حال لم يكونوا متنبهين عليها.
2- وجزاء نحو: من يأتني أكرمه قال الشاعر:
من يفعل الحسنات الله يشكرها    والشر بالشر عند الله مثلان.
3- وموصولة نحو: من يأتيك أكرمه، وإن من في الدار يكرمك، ومن ذلك قوله تعالى: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا}[1] أي منهم الذي يقول.
4- وموصوفة نحو: مررت بمن خير منك وهي نكرة، قال الشاعر:
يا رب من يبغض أذوادنا -- رحن على بغضائه واغتدين.
فدخول رب عليها دل على أنها نكرة وكذلك قول الآخر:
رب من أنضجت غيظا صدره -- قد تمنى لي موتا لم يطع.
5- ومحمولة على التأويل في التثنية والجمع والتأنيث نحو قول الفرزدق: 
تعالى فإن عاهدتني لا تخونني -- نكن مثل من يا ذئب يصطلحان.
فثنى ضمير من على التأويل،  ومن ذلك قوله عز وجل: {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ} (42) سورة يونس. فجمع على التأويل؛ فأما قوله تعالى:{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ} (25) سورة الأنعام/محمد-؛ في موضع آخر فعلى اللفظ وأما الحمل على التأويل في التأنيث فنحو قوله تعالى: {ومن تقنت منكن لله ورسوله}[2] فمن قرأه بالياء حمله على اللفظ.
6- وموسومة بعلامة نكرة في مثل قول القائل: رأيت رجلا فتقول منا فإن قال هذا رجل فتقول: منو وإن قال مررت برجل فتقول: مني تسمها بعلامة تدل على أنك مستفهم عن نكرة فإن قال: رأيت رجلا قلت منن وإن قال هؤلاء رجال قلت منون كما قال:
أتوا ناري فقلت منون أنتم -- فقالوا الجن قلت عموا ظلاما.
7- ومنقولة من أجل أم كقوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} (9) سورة الزمر. نقلتها عن الاستفهام من اجل أم لأنه لا يدخل استفهام على استفهام كما نقلتها حين أدخلت عليها أم في قوله:
أم هل كبير بكى لم يقض عبرته -- إثر الأحبة يوم البين مشكوم.
قال أم قد كبير فنقلها عن معنى الاستفهام إلى معنى قد.
[1] {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (201) سورة البقرة.
[2] {وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا} (31) سورة الأحزاب.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال