ألفاظ التشهد.. تشهد أبي موسى الأشعري. تشهد عبد اللّه ابن مسعود. ابن عبّاس

ألفاظ التّشهّد:
يرى الحنفيّة والحنابلة أنّ أفضل التّشهّد، التّشهّد الّذي علّمه النّبيّ صلى الله عليه وسلم لعبد اللّه بن مسعود رضي الله عنهما، وهو: «التّحيّات للّه، والصّلوات والطّيّبات، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة اللّه وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد اللّه الصّالحين، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله». 
ووجه اختيارهم لهذه الرّواية ما روي: أنّ حمّاداً أخذ بيد أبي حنيفة وعلّمه التّشهّد، وقال أخذ إبراهيم النّخعيّ بيديّ وعلّمني، وأخذ  علقمة بيد إبراهيم وعلّمه، وأخذ عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه بيد علقمة وعلّمه، «وأخذ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بيد عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه وعلّمه التّشهّد فقال: قل: التّحيّات للّه...» إلى آخره.
ويؤيّده ما روي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «علّمني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم التّشهّد - كفّي بين كفّيه - كما يعلّمني سورة من القرآن، التّحيّات للّه...». 
لأنّ فيه زيادة واو العطف، وإنّه يوجب تعدّد الثّناء، لأنّ المعطوف غير المعطوف عليه، وبه يقول: الثّوريّ، وإسحاق، وأبو ثور.
ويرى المالكيّة أنّ أفضل التّشهّد تشهّد عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وهو: التّحيّات للّه، الزّاكيات للّه، الطّيّبات الصّلوات للّه، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة اللّه وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد اللّه الصّالحين، أشهد أن لا إله إلّا اللّه وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله.
وهذا لأنّ عمر رضي الله عنه قاله على المنبر، فلم ينكروه، فجرى مجرى الخبر المتواتر، وكان أيضاً إجماعاً.
وأمّا الشّافعيّة فأفضل التّشهّد عندهم ما روي عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: «كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعلّمنا التّشهّد، كما يعلّمنا السّورة من القرآن، فيقول: قولوا: التّحيّات المباركات، الصّلوات الطّيّبات للّه، السّلام عليك أيّها النّبيّ ورحمة اللّه وبركاته، السّلام علينا وعلى عباد اللّه الصّالحين، أشهد أن لا إله إلّا اللّه، وأشهد أنّ محمّدا رسول اللّه».
أخرجه مسلم والتّرمذيّ، إلا أنّه في رواية مسلم «وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله».
والخلاف بين الأئمّة هنا خلاف في الأولويّة، فبأيّ تشهّد تشهّد ممّا صحّ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم جاز.
ومن النّاس من اختار تشهّد أبي موسى الأشعريّ، وهو أن يقول: التّحيّات للّه، الطّيّبات، والصّلوات للّه... والباقي كتشهّد  ابن مسعود وذكر ابن عابدين أنّ المصلّي يقصد بألفاظ التّشهّد معانيها، مرادة له على وجه الإنشاء، كأنّه يحيّي اللّه تعالى ويسلّم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم وعلى نفسه والأولياء، ولا يقصد الإخبار والحكاية عمّا وقع في المعراج منه صلى الله عليه وسلم ومن ربّه سبحانه وتعالى ومن الملائكة.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال