الشعر والكدية في فن المقامة عند الهمذاني والحريري:
ذكرنا أنّ المكدي شخص يتنكر بزيّ مشوّه أو ذي عاهة ليكسب المال من النّاس وأنّه صاحب لسان يسحر القوم به، وقلنا إنّ الجامع بين الشعر والكدية براعة كليثهما إخفاء المعنى بواسطة الأساليب البلاغيّة، وأنّ الجاحظ هو أول من اهتمّ بهذه الفئة من الناس، عن طريق مراقبتهم وذكرهم في كتبه (ككتاب البخلاء الذي يذكر خالد بن يزيد منهم).
التخفي والكشف عن طريق استخدام الشعر:
- كانت فئة المكدين هامشيّة إلا أنّ إدخالها في أدب الجاحظ منحها مركزية أدبية هامّة.
- الرّاوي عنصر هامّ، ويعتمد في سرده على مبنى يشابه مبنى الحديث من سند ومتن (والراوي هو السند).
- في المقامة نلاحظ لعبة التخفي والكشف عن طريق استخدام الشعر بالغالب.
بنية واحدة:
- في المقامة أيضا لعبة سحر على الرغم من البنية المتكررة إلا أن القارئ يستمتع حينما يقرأ أنّ ساحرا قد سحر أمرا ما، فينسجم وإياه، وعندما يكشف هذا السّرّ يندهش، وليست المقامة إلا سحرا على ذلك.
- عند الهمذانيّ إصرار على بنية واحدة، أما الحريري فمجدّد، ذلك أنّ الأول هو الذي ابتكر هذا الجنس يرسخ في عقول الناس عن طريق تكراره، وقد لاحظنا ذلك في مقدمة الحريري سابقا.
التسميات
فن المقامة