أَحكام الوقف على المتحرك.. الوقف عليه بالسكون أو بالرَّوْم أو الإشمام أو بتضعيف الحرف الموقوف عليه أو بنقل حركته

لك في الوقف على المتحرك خمسة أوجه:
1- ان تقف عليه بالسكون. وهو الاصل، والكثير في كلامهم، المشهور عنهم.

2- أن تقف عليه بالرَّوْم، وهو ان تأتي بالحركة ضعيفةَ الصَّوت فلا تتمّها، بل تختلسها اختلاساً، تنبيهاً على حركة الأصل، فتحة كانت الحركةُ أو ضمة أو كسرة. ومنه الفرَّاء الوقف على ذي الفتحة بالرّوم واكثر القراء قد اختاروا قوله.

3- ان تقف عليه الإشمام، إن كان مضموماً (ولا إشمام في غيره).
والإشمام: إشارة الشفتين إلى الضمة، بعد الوقف بالسكون مباشرة، من غير تصويت بالحركة، ضعيف أو قويّ، وذلك بأن تضمَّ شفتيك بعد إسكان الحرف، وتدع بينهما بعض انفراج يخرج منه النفسُ، فيراهما الرائي مضمومتين، فيعلم انك اردت بضمهما الحركة المضمومة، وهذا إنما يراه البصير، لا الاعمى، وهو في الحقيقة وقف بإسكان الحرف. والضمةُ إنما يشار إليها بالشفتين.

4- أن تقف عليه بتضعيف الحرف الموقوفِ عليه، فيكون حرفاً مشدداً، مثل: "هذا خالدٌ، وقرأتُ المصحفَ. إلا إذا كان الآخر همزةٌ، او حرف علَّةٍ، أو ما كان قبله ساكناً، فلا يضَعَّفُ.

5- ان تقف عليه بنقلِ حركتهِ إلى ما قبله. مثلُ: "يَجْدُرُ بك الصَّبرُ. وعليه بالصِّبرْ".

وشرط الوقفِ بالنَّقل أن يكون ما قبلَهُ ساكناً، وان لا تكون الحركة المنقولة فتحة. فلا نقْل في مثل "جَعْفرُ" لتحرُّك ما قبل الآخر ولا في مثل: "تعوَّدَ الصبْرَ". لأن الحركة فتحة.

وأجازه الاخفش والكوفيون. فإنهم يقولون: "تَعوَّدِ الصَّبَرْ". فإن كان الآخرُ همزة جاز نقل فتحة الهمزةِ. قولا واحداً. فتقول في "اخرجتُ الخبْءَ: أخرجتُ الخَبَأْ".

ومن الوقف بالنقل: أن تقول في "اكتُبْهُ ولم يَكتُبه، واعَمْهُ ولم يَعلَمْهُ. وعدْهُ ولم يَعِدْه". "أكتبُهْ ولم يكتبُهْ، واعلَمُهْ ولم يعلمُهْ، وعدُهْ ولم يعدُهْ". ومنه قول الرّاجر:
عَجِبتُ والدَّهرُ كثيرٌ عَجَبُهْ -- مِن عَنَزيٍّ سَبَّني لم أَضْربُهْ
أحدث أقدم

نموذج الاتصال