مخاطر العولمة المالية على الأسواق المالية الناشئة.. تقلب أسعار الأصول. هروب رأس المال. دخول الأموال القذرة

العولمة والأسواق المالية:

أدت العولمة المالية إلى تكامل الأسواق المالية في مختلف أنحاء العالم، مما أتاح للمستثمرين إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية في الأسواق الناشئة. كما ساهمت العولمة في زيادة تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة، مما أدى إلى نمو هذه الأسواق وزيادة قدرتها على جذب الاستثمارات.

مخاطر العولمة المالية:

ومع ذلك، فإن العولمة المالية تحمل معها مجموعة من المخاطر على الأسواق المالية الناشئة، ومن أهم هذه المخاطر ما يلي:

- تقلب أسعار الأصول:

يعد تقلب أسعار الأصول أحد أهم المخاطر التي تواجه المستثمرين في الأسواق الناشئة. ويرجع ذلك إلى أن الأسواق الناشئة تكون أكثر تقلبًا من الأسواق المتقدمة، وذلك لعدة أسباب، منها:

• ضعف المؤسسات المالية: تعاني الأسواق الناشئة من ضعف المؤسسات المالية فيها، مما يجعلها أكثر عرضة للتقلبات في أسعار الأصول.
• ضعف الشفافية: تعاني الأسواق الناشئة من ضعف الشفافية فيها، مما يجعل من الصعب على المستثمرين فهم المخاطر المرتبطة بالاستثمار في هذه الأسواق.
• عدم الاستقرار السياسي: تعاني العديد من الأسواق الناشئة من عدم الاستقرار السياسي، مما يمكن أن يؤدي إلى تقلب أسعار الأصول.

- هروب رأس المال:

يعد هروب رأس المال أحد المخاطر الرئيسية التي تواجه الأسواق الناشئة. ويحدث هروب رأس المال عندما يقرر المستثمرون سحب أموالهم من الأسواق الناشئة، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار الأصول وزيادة المخاطر على المستثمرين.

ويمكن أن يحدث هروب رأس المال لأسباب عديدة، منها:

• حدوث أزمات اقتصادية: يمكن أن يؤدي حدوث أزمات اقتصادية في الأسواق الناشئة، مثل الأزمة المالية العالمية لعام 2008، إلى هروب رأس المال من هذه الأسواق.
• حدوث أزمات سياسية: يمكن أن يؤدي حدوث أزمات سياسية في الأسواق الناشئة، مثل الثورات العربية لعام 2011، إلى هروب رأس المال من هذه الأسواق.
• انخفاض أسعار الأصول: يمكن أن يؤدي انخفاض أسعار الأصول في الأسواق الناشئة إلى هروب رأس المال من هذه الأسواق، حيث يرغب المستثمرون في تجنب الخسائر.

- دخول الأموال القذرة:

يمكن أن تؤدي العولمة المالية إلى دخول الأموال القذرة إلى الأسواق الناشئة. وتمثل الأموال القذرة الأموال التي تم الحصول عليها من مصادر غير مشروعة، مثل الأنشطة الإجرامية أو الفساد.

ويمكن أن يتسبب دخول الأموال القذرة في اضطرابات في الأسواق الناشئة، وذلك لعدة أسباب، منها:

• زيادة التضخم: يمكن أن يؤدي دخول الأموال القذرة إلى زيادة التضخم في الأسواق الناشئة، وذلك لأن هذه الأموال تزيد من المعروض النقدي في هذه الأسواق.
• زيادة الجريمة: يمكن أن يؤدي دخول الأموال القذرة إلى زيادة الجريمة في الأسواق الناشئة، حيث يسعى أصحاب هذه الأموال إلى غسلها من خلال الاستثمارات غير المشروعة.
• زيادة الفساد: يمكن أن يؤدي دخول الأموال القذرة إلى زيادة الفساد في الأسواق الناشئة، حيث يسعى أصحاب هذه الأموال إلى شراء النفوذ السياسي من أجل حماية مصالحهم.

إجراءات مواجهة المخاطر:

ولكي تتمكن الأسواق الناشئة من مواجهة هذه المخاطر، فإنها تحتاج إلى اتخاذ مجموعة من الإجراءات، ومنها:

• تعزيز المؤسسات المالية: يجب على الأسواق الناشئة تعزيز المؤسسات المالية فيها، وذلك من خلال تقوية الرقابة المالية وزيادة الشفافية.
• تحسين الشفافية: يجب على الأسواق الناشئة تحسين الشفافية فيها، وذلك من خلال نشر المعلومات المالية بشكل منتظم ودقيق.
• تعزيز الاستقرار السياسي: يجب على الأسواق الناشئة تعزيز الاستقرار السياسي فيها، وذلك من خلال تعزيز الديمقراطية وسيادة القانون.

وتمثل العولمة المالية فرصة كبيرة للأسواق الناشئة، ولكن يجب على هذه الأسواق أن تكون على دراية بالمخاطر التي تصاحبها، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر.