إعراب المضارع وبناؤه.. لفظي أو تقديري أو محلي. إذا ولي نون النسوةِ نون التوكيد المشدة وجب الفصل بينهما بألف كراهية توالي النونات

إذا انتظم الفعل المضارع في الجملة، فهو إما مرفوع أو منصوب، أو مجزوم. وإعرابُه إما لفظي، وإما تقديري، وإما محلي.
وعلامة رفعه الضمةُ ظاهرةً، نحو: (يفوزُ المتقون)، أو مقدَّرَة نحو: "يعلو قدرُ من يقضي بالحق"، ونحو: "يَخشى العاقل ربّهُ".

وعلامة نصبه الفتحة: ظاهرة، نحو: "لن أقول إلا الحق"، أو مقدرة، نحو: "لن أخشى إلا الله".
وعلامة جزمه السكون نحو: "لم يَلدْ ولم يُولدْ".

وإنما يعرب المضارع بالضمة رفعاً، وبالفتحة نصباً، وبالسكون جزماً إن كان صحيح الآخر، ولم يتصل بآخره شيء.

فإن كان معتل الآخر غير متصل به شيء جزم بحذف آخره نحو: "لم يَسعَ، ولم يرمِ، ولم يدعُ". وتكون علامة جزمه حذف الآخر.

وإن اتصل بآخره ضمير التثنية أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، فهو معربٌ بالحرف، بالنون رفعاً، نحو: "يكتبان ويكتبون وتكتبين" وبحذفها جزماً ونصباً، نحو: "إن يَلزَمُوا معصية اللهِ، فلن يفوزوا برضاه".

وإن اتصلت به إحدى نوني التوكيد، أو نون النسوة، فهو مبني، مع الأوليَينِ على الفتح نحو: "يكتُبَنْ ويكتَبنَّ"، ومع الثالثة على السكون نحو: "الفتيات يكتْبنَ: ويكون رفعه ونصبه وجزمه حينئذ محلياً. 

فإن لم يتصل آخرُه بنونِ التوكيدِ مباشرةً بل فصِلَ بينهما بضمير التثنية، أو واو الجماعة، أو ياءِ المخاطبةِ، لم يكن مبنياً، بل يكونُ مُعرباً بالنون رفعاً، وبحذفها نصباً وجزماً.

ولا فرق بين أن يكون الفاصلُ لفظيًّا، نحو: "يكتبانّ" أو تقديريًّا نحو: "يكتُبُنَّ وتكتُبِنَّ، لأن الأصل "تَكتبونَنَّ وتكتُبينَنَّ".

حذفت نون الرفع، كراهية اجتماع ثلاث نونات: نون الرفع ونون التوكيد المشددة ثم حذفت واو الجماعة وياء المخاطبة، كراهية اجتماع ساكنين: الضمير والنون الأولى من النون المشددة.

واعلم أنَّ نونَ التوكيدِ المشدَّدةَ، إن وقعت بعدَ ألف الضمير، ثبتتِ الألفُ وحُذفت نون الرفع، دفعاً لتوالي النوناتِ، غيرَ أن نونَ التوكيدِ تُكسَرُ بعدَها تشبيهاً لها بنون الرفعِ بعدَ ضمير المُثنَّى، نحو: "يكتُبانِّ".

وإن وقعت بعدَ واو الجماعة، أو ياء المخاطبةِ، حُذفت نون الرفعِ دفعاً لتوالي الأمثال. أما الواو والياء، فإن كانت حركةُ ما قبلَهما الفتحَ ثبتتا، وضُمّت واوُ الجماعة، وكسِرت ياء المخاطبة، وبقِي ما قبلهما مفتوحاً على حاله، فتقولُ في يَخشَوْن وتَرضَين: "تخشَوُنَّ وترضِينَ".

وإن كان ما قَبلَ الواو مضموماً، وما قبل الياء مكسوراً حُذِفَتا. حذراً من التقاء الساكنين، وبَقيَتْ حركةُ ما قبلهما، فتقولُ في تكتُبونَ وتكتُبينَ وتغزونَ وتغزين: "تكتُبينَّ وتكتبِنَّ وتغزُنَّ وتغزِنَّ".

وإذا وَلي نونَ النِّسوةِ نونُ التوكيد المشَّدةُ وجب الفصلُ بينهما بألفٍ، كراهية توالي النونات، نحو: "يكتبْنانِّ" أما النونُ المخففةُ فلا تَلحَقُ نونَ النسوة.

وحكم نوني التوكيدِ، معَ فعل الأمر، كحكمهما معَ المضارع في كل ما تقدمّ.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال