إشكالية تصنيفات أرسطو وتصنيفات الشراح.. تعريف أرسطو لا ينزع إلى المطابقة التامة بل إلى خطوط التمييز العامة التي أقامتها الطبيعة

إشكالية تصنيفات أرسطو وتصنيفات الشراح:

1- أن النوع عند أرسطو قد يكون حقيقاً أو طبيعياً، وبالتالي تصبح مشكلة التعريف مشكلة ذات أهمية عظمى للعلم، حينما نكون قد اعتدنا على الطريقة التي تجعل الأسماء الخمسة تبعاً للتعريف والنوع من ضمنها (على التصنيف الثاني).

2- هذا أظهر (التعريف الجامع المانع) الذي يخرج من الفئات ما لا يلحق بالنوع، بناءً على الطريقة المابعد أرسطية، المتجهة نحو الأخذ بالمذهب الاسمي، أي أن الاسم يُخلع على المعنى بتمامه، بحيث لا يزيد ولا ينقص الاسم عن معناه.

بينما تعريف أرسطو لا ينزع إلى المطابقة التامة، بل إلى خطوط التمييز العامة التي أقامتها الطبيعة.

3- المسألة ذات الأهمية الفلسفية التي يثيرها مذهب المقولات هذا هي وجود مقولة "الجوهر" في قائمة "المقولات"، وكذلك التمييز الحاد الذي تضعه قائمة المحمولات بين "التعريف" و "الخاصة".

4- فالنوع لدى المتأخرين يقابل الطبيعة لدى أرسطو، لأن تحديد النوع ليس حاسماً وفاصلاً لديه كما هي النزعة الاسمية، ذلك أن التمييزات لدى أرسطو ليست تحكمية وذاتية، إنما الطبيعة ذاتها قامت بتقسيم الأشياء عى نحو حادٍ وثيق، وما مهمة المفكر الا الاكتشاف، والسير على هذه التقسيمات.

وعلى ذلك فأرسطو يرى أن هناك فجوة حقيقية واختلافاً فعلياً في النوع بين أفراده أو فئاته، مما يحد التعريف بـ (الجنس، الفصل) حد أعلى وحد أدنى، يسمح بالتطور والتغير، في حين أن الاسم المطابق للمعنى لا يسمح بذلك.
أحدث أقدم

نموذج الاتصال