الفلسفة الأولى لا يمكن الخلط بينها وبين العلوم المتخصصة، لأنها تتعهد باستخراج مبادئ كافة العلوم، وتدافع عنها عن طريق الجدل (مهمة الجدل عنده تكمن في الدفاع لا البرهنة).
الفلسفة الأولى تدرس (الموجود من حيث هو وجود"، وتختص بالطبيعة العامة لكل أنحاء الوجود، لكن موضوعها الأخص هو "الجواهر".
فالفلسفة الأولى تدرس: تحليل مفهوم الجوهر وبيان علل وجوده.
الجوهر له معنيان:
1- الجوهر كواحد من المقولات العشر -كما تقدم- (المعنى الثانوي).
2- الجوهر: ما يمكن أن يكون موضوعاً للمحمول، ولا يمكن أن يكون محمولاً على الإطلاق (الجواهر الأولى).
خصائص الجواهر الأولى:
1- أنها عدد واحد.
2- أنها الثابتة غير القابلة للتغير.
3- الشرط الأساسي الأول لوجود الكون.
وقد جاء ديكارت أو كما يحلو لمعظم المفكرين مناداته بـ "أبي الحداثة"-بتأملاته الميتافيزيقية الست ليعتبرها القاعدة الأساس للتفكير.
فهو من الفلاسفة الحداثيين الذين نسفوا الطريقة القديمة في التفكير، طريقة أرسطو والمنهج التقليدي الذي كان متداولاً في فترة العصور الوسطى وما قبلها آنذاك.
ستجد في هذا الكتاب ستة تأملات، أو بالأحرى مراحل قد رتّبها ديكارت تدريجياً ليتوصل في النهاية إلى نتيجة مبنية على قواعد راسخة، وهذه التأملات هي:
1- التأمل في الأشياء التي يمكن أن توضع موضع شك.
2- التأمل في طبيعة الروح الإنسانية التي نعرفها أحسن مما نعرف الجسم.
3- التأمل في أن الله موجود.
4- التأمل في الصواب والخطأ.
5- التأمل في جوهر الأشياء المادية ثم عودة إلى أن الله موجود.
6- التأمل في وجود الأشياء المادية وحقيقة الفارق بين نفس الإنسان وجسده.
هذه التأملات الست الشهيرة هي التي وضعت الأرض الصلبة التي مشى عليها فيما بعد المفكرون والعلماء والكتّاب من كافة الاختصاصات والعلوم.
التسميات
فلسفة