إن رواد الشعر العربي الحر لم يتفقوا على تحديد مفهوم التراث، فمنهم من حصره في التراث الشعري، ومنهم من حصره في العناصر المتحولة والفعالة في الحاضر والمستقبل، ومنهم من تغير مفهومه لـه عبر مراحله النقدية المختلفة.
كما أن هؤلاء الرواد لم يتفقوا على مفهوم للحداثة، فمنهم من يميز بينها وبين المعاصرة، ومنهم من يستعملها استعمالاً واحداً.
ومنهم من يميز بين الحداثة والتجديد ومنهم من يستعملها استعمالاً واحداً أيضاً.
على أن أغلبهم يتفق على أن الحداثة قضية جوهرية لا شكلية وأنها عقلية وموقف من قضايا الحياة المعاصرة.
كما يتفق هؤلاء الرواد على أن الحداثة لا يمكن أن تتحقق دون تمثل التراث وتجاوزه.
فالشعر الحديث يتصل بالتراث وينفصل عنه في الوقت نفسه، يبدأ منه لكنه يتجاوزه.
ولم يشذ عن هذا المذهب إلا أدونيس الذي تراوحت مواقفه بين الدعوة إلى القطيعة مع التراث وبين الدعوة إلى الاتصال به وإن كان قد انتهى به المطاف إلى أن الحداثة لا يمكن أن تقوم بدون العودة إلى التراث.
التسميات
دراسات شعرية